كلام الناس المعهد الديني للبنات!
">كانت بداية التعليم في الكويت دينية، وكان من الطبيعي أن تكون الخلفية التعليمية لغالبية من كان بإمكانهم القراءة والكتابة وقادة الرأي دينية. كما كان المعهد الديني ثالث مؤسسة تعليمية رسمية في تاريخ الكويت، بعد المباركية والأحمدية، وكان ذلك في عام 1947، في عهد الشيخ أحمد الجابر، ومع بداية تدفق عوائد النفط، وكانت لرجل الدين عبدالعزيز حمادة الريادة في هذا المجال.
كان طلبة المعهد يتلقون دروس القرآن والفقه والحديث على ثلاثة مذاهب فقط: المالكي، الحنبلي، والشافعي! ومع تزايد نفوذ الأحزاب الدينية تزايد عدد طلبة المعهد، الذي أصبح تابعاً للتربية، وله عشرات الأفرع والأذرع، ليصل الى أكثر من 14 طالباً وطالبة!
والسؤال: ما الذي استفدناه، على مدى الأعوام السبعين الماضية من التعليم في هذا المعهد، وخاصة للبنات؟! فالكلية الصناعية مثلا خرجت آلاف الفنيين الكويتيين في مختلف التخصصات، ولكن لا أحد من خريجيها تقريباً، زاول المهنة او الحرفة التي تخصص فيها، والأمر ذاته سرى ويسري على مخرجات معاهد التمريض، وخاصة للإناث، التي صرفت عليها الدولة عشرات ملايين الدنانير، والنتيجة «صفر». والسؤال يشمل مخرجات المعهد الديني من الفتيات: اين ذهبن؟ وإن كان الهدف من المعهد هو التعليم بحد ذاته، فإن المدارس العادية قادرة على القيام بهذه المهمة، من دون الحاجة الى وجود مبان خاصة بالتعليم الديني وهيئة تدريس مستقلة، وغير ذلك.
وفي زيارة لأحد مواقع الإنترنت للمعهد الديني للبنات نجد أن أرقامه توقفت عند عام 2002، وهذا دليل على تأخّره! كما نجد أن ما يدرس فيه لا يختلف أبدا عما يتلقاه طالب أو طالبة المدارس العادية، وإن بجرعة اكبر، ربما مع رسائل إيحائية خطيرة.
كما نجد في الموقع أقوالا لسيد قطب، ما يعني ان الإدارة تتبع حركة الإخوان المسلمين. كما يتضمن الموقع «فزورة» لم أفهم معنى ذكرها، حيث تقول: ما هي العبادة التي إن فعلتها لم يفعلها في الوقت نفسه أحد غيرك، فإن انتهيت من فعلها صحت لأي شخص آخر بعدك، فإن فعلها هو أيضا لم يفعلها أحد غيره على وجه الأرض حتى ينتهي منها، وهكذا؟
* * *
ملاحظة: بعد غياب طال، عدت اليوم إلى الوطن، ولكن لفترة قصيرة.
وبالمناسبة، نعتذر لكل من حاول الاتصال بنا في الأيام الأخيرة ولم يجد ردًّا، حيث كان الهاتف النقال معطلاً!