يا وزير الأوقاف اهتم بالمساجد
«.. دعونا نطعم الفقراء، ونؤوي المشردين، ونداوي المرضى، ونمحو الأمية، ونحارب الجهل، وننظف البيئة ونرتقي بأخلاقنا، ومن بعدها نتفرغ للجدل حول العقيدة..»
***
يعتبر الأستاذ المحامي يعقوب الصانع افضل وزير عدل وأوقاف تقلد هذين المنصبين في السنوات الثلاثين العجاف الأخيرة، مع الاحترام لمن سبقه. فجهوده في تطوير وتطهير الوزارتين مستمرة، وأقول ذلك من واقع تجربتي الشخصية، علما بأن معرفتي بالسيد الوزير لا تتعدى لقاء قصيرا بيننا. وبالتالي سنسمح لأنفسنا بمطالبته بالاستمرار في تطوير عمل العدل، بوكيلها المحترم، بدر الزمانان، والاستمرار في تخليص الاوقاف ممن عشش فيها، وحان وقت وقف خرابه.
يعلم السيد الوزير أن وضع مساجد الكويت مؤسف، ولكن تطويرها لا يحتاج للكثير. فأرصدة الوقف، التي ربما تصرف على أمور أقل أهمية، كبيرة، ويمكن أن تستغل ليس فقط لجعل المساجد أكثر نظافة بل وأجمل، ولا ادري ل.مَ نربط التدين بالتقشف، لدرجة القبح. كما آن الأوان لفصل المسجد عن مهمة العبادة فقط، وجعله مدرسة أخلاقية، فغالبية شعوبنا لا تقرأ، ولا بأس من حثها على الاهتمام بالبيئة والنظام واحترام القانون من خلال الخطب والنشرات التي توزع على المصلين. علما بأن هناك محسنين على استعداد للصرف على مشاريع رفع مستوى المساجد، وهم بحاجة فقط للتشجيع. وقد يتساءل قارئ: وإنته شكو؟ وردي إن المساجد جزء من شخصية وطني، ومن يدخلها، أو يمر بها، يتكون لديه انطباع سلبي او إيجابي عنها، وهذا ينعكس على صورة وطني وأهله، والمثل يقوم: الشر يعم والخير يخص. وبالتالي أنا معني بحالة اي مرفق، حتى لو كنت من غير مرتاديه، فلست من مرتادي البحر، ولكن سلامة مياهه تشغلني!
كما أن مشكلة هدر المياه في المساجد أمر مقلق حقا، ويتطلب الأمر تركيب حنفيات استشعار في حماماتها، ووضع معدات خفض استهلاك الكهرباء، مع حث الخطباء على ضرورة التركيز في خطبهم على حث المصلين على الاهتمام بالبيئة والنظام.
كما أن حمامات المساجد يجب ان تكون مثل التي في بيوتنا، والتي نستخدمها جميعا من دون تردد في فنادق الدول التي نسافر إليها، وفي المرافق العامة الأخرى وفي الطائرات، فل.مَ الإصرار على استخدام الحمام القديم، الذي هو عبارة عن حفرة في الأرض، وهو غير صحي وغير مريح، ومصدر للحشرات؟
نتمنى أن نرى مشروع «المسجد النموذج» وتطبيقاته العملية على أرض الواقع قريبا، وهو مشروع تقوم الأوقاف بدعمه ليكون المسجد مركز نشر الأخلاق الحميدة والحث على الفضائل، بدلا من تكرار المواضيع نفسها، وبالصراخ المستمر، من خلال مكبرات الصوت الضخمة والمزعجة جدا.
الحديث في هذا الموضوع طويل، وتحسين مستوى المساجد مسألة ليست صعبة، وكل ما يحتاجه الأمر هو القرار والإصرار عليه.