منتهى قلة الذوق ونكران الجميل
ولد د. زاكر نايك في بومبي، الهند عام 1965، وتخرج طبيبا، ولكن في عام 1991 ترك الطب وتحول الى داعية سلفي.
اشتهر نايك بخطبه النارية، وبالأعداد الكبيرة من العامة التي تسعى الى سماع خطبه وعظاته، التي يلقيها عادة بلغة إنكليزية سليمة. وعلى الرغم من مظهر زاكر المدني، بالبدلة الغربية وربطة العنق، فإنه ديماغوجي وسلفي متشدد، وماهر في التلاعب بعواطف مستمعيه. واشتهر عنه رفضه إدانة أعمال بن لادن، بحجة أنه لم يلتق به شخصيا ليحكم عليه. ولكنه لم يتردد في أن يضيف أن بن لادن حارب أعداء الإسلام، فهو بالتالي معه، وإن كان يرعب أميركا «الإرهابية» فهو يؤيده، وأن على كل مسلم أن يصبح إرهابيا، فمن يرهب الإرهابي فهو يتبع سنة الإسلام.
كما يعرف عنه تقديره للحكومات، التي تسمح للمسلمين بممارسة شعائر دينهم في بلدانهم، ولكنه يعارض قيام أتباع الحكومات أو الدول نفسها بممارسة شعائر دينهم في دار الإسلام، لأن عقائد هؤلاء، برأيه، فاسدة، وغير صحيحة. كما أن ممارساتهم الدينية غير سليمة.
المهم، أن هذا الداعية السلفي المتطرف والداعي علناً الى ممارسة كل أنواع الإرهاب ضد أميركا، والممنوع من دخولها، إضافة الى منع عدة دول متحضرة أخرى، كبريطانيا وكندا، دخوله أراضيها، دعته الكويت في الأسبوع الماضي، واثنين ممن على شاكلته، للمشاركة في احتفالية دينية يومي 17 و18 مارس في «استاد جابر الأحمد»، وفي حركة يقصد منها تزامن خطب هؤلاء الدعاة مع احتفالات الكويت بذكرى تحريرها على يد اميركا وبريطانيا وكندا بالذات، إضافة الى مجموعة من الدول الصديقة الأخرى، من براثن المجرم صدام، الذي لا يزال أمثال نايك وجماعته يترحمون عليه!
المثير للألم والاستغراب ليس دعوة هؤلاء الدعاة المتطرفين لبث سموم افكارهم الخطيرة في الناشئة، وليس في اختيار اكبر مكان يمكن أن يستوعب عشرات آلاف الشباب، وهو استاد جابر، ولا في توقيت الدعوة، بل الغرابة أيضا في أن الجهة التي قامت بدعوته هي الهيئة العامة للرياضة! ولا أدري ما علاقة خطب نايك بالرياضة، وبدعواته الإرهابية؟ وهل يعني ذلك اننا سنرى قريبا قيام كلية الشريعة او وزارة الأوقاف بترتيب دوري كرة القدم مثلا؟
إنها فضيحة سخيفة، ودلالة على مدى اختلاط الأمور بعضها ببعض، وعلى غياب السياسة أو الموقف الحكومي الواضح من الإرهاب والإرهابيين، ومؤسف أن يصدر مثل هذا التصرف من جهة، يتوقع منها أن تكون الأبعد عن السياسة والتحزب الديني وضيق الأفق، هذا بخلاف ما تضمنه الأمر من قلة ذوق ونكران جميل بدعوة عدو لصديق كبير لنا وصاحب فضل علينا، لكي يلقي محاضراته الداعية الى إرهاب ذلك الصديق وقتله وتخريب بيته.
• ملاحظة: صدر قرار يوم الخميس بإلغاء الفعالية قبل ساعات قليلة من موعدها.
أحمد الصراف