الدعاء على ترامب
إن وصل المرشح الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم مع نهاية العام الحالي، والاحتمال وارد جدا، فسيقلب حياتنا رأسا على عقب. فبرنامجه ونواياه العدائية تجاهنا واضحة.
قد تمنعه «مؤسسة الحكم» من التمادي في تحقيق أو تنفيذ كل الوعود التي اعلن عنها خلال حملته الانتخابية، ولكن حتى لو تمكن من تحقيق أو المضي قدما في نصفها، فالأمر بحجم الكارثة علينا في الخليج، والشرق الأوسط عموما.
فقد هدد بأن على الدول العربية، الحليفة لأميركا في المنطقة، والخليجية بالذات، التي تعتمد في بقاء انظمتها على أميركا، على حد قوله، أن تشارك بجنودها في الحرب على داعش. وإن فشلت في ذلك فعليها أن تدفع بكرم لأميركا مقابل قيام الأخيرة بقتال داعش نيابة عنها، وبخلاف ذلك فإن أميركا ستتوقف عن شراء بترول دول المنطقة.
كما قال إنه سيدفع كوريا الجنوبية واليابان لبناء ترسانة نووية، في مواجهة ترسانة كوريا الشمالية والصين، بدلا من الاعتماد على المظلة النووية الأميركية.
كما أن الولايات المتحدة ستقوم بإغلاق قواعدها العسكرية في جنوب شرق آسيا والمحيط، والتي يشكل وجودها حماية لكوريا واليابان، وبقية حلفائها في المنطقة، إن لم تبد هاتان الدولتان بالذات استعدادا للمساهمة في تكلفة بقاء تلك القواعد.
كما انتقد اتفاق الدول الغربية مع إيران، وقال إنه سيعيد النظر فيه، وقد يقوم بإلغائه.
وقال إن الطريق لإجبار الصين للانسحاب من المناطق أو الجزر المختلف عليها مع حلفاء أميركا في الجنوب الآسيوي يكون عن طريق تهديدها بإغلاق الأسواق الأميركية امام منتجاتها.
ما يهمنا، نحن الكويتيين، هو ما سيصيبنا، في حال وصول ترامب للرئاسة، فسوف لن يكون لطيفا ولا متعاونا معنا، فقد سبق وأن سخر من وضعنا، ومن أننا كنا، خلال فترة احتلال وتحرير الكويت، نسكن فنادق الخمس نجوم، عندما كان جنود أميركا يموتون من أجل تحرير الكويت! وقال إن ضمان أمننا من قبلهم يجب ألا يكون بغير مقابل مادي.
والآن، ماذا فعل جيش مستشاري الحكومة لمواجهة احتمال وصول ترامب للرئاسة؟ لا شيء طبعا، فلم العجلة، فلا يزال امامنا بضعة اشهر يمكن أن نفعل فيها المعجزات من قرارات واحتياطيات، وإلى أن يأتي ذلك الوقت، فإننا غالبا ما سنكتفي بالجلوس على قارعة الطريق، رافعين الأكف بالدعاء بخسارة ترامب، ونجاح اي من منافسيه الآخرين!
باختصار، أشياء كثيرة ستتغير، وسيظهر كثيرون حقيقة ما يبطنون، إن نجح ترامب في أن يصبح رئيس اميركا القادم.
• ورد خطأ غير مقصود في مقال أمس في ما يتعلق بحرمان ذكرى المحسن الكبير جاسم الإبراهيم من تسمية أي شارع باسمه. والصحيح أن هناك شارعاً باسمه في الدعية، وكان المقصود في المقال أخاه عبدالرحمن، الذي لم يَقِل فضله أبداً عن فضل أخيه.
أحمد الصراف