متى يأتي دورنا؟

أعلنت مملكة المغرب، بعد سلطنة عُمان، أنه ليس لرجال الدين حق الخوض في السياسة. وان منابر المساجد للدين وليست لغيره. وفرض المغرب، كما عُمان قيودا وغرامات صارمة على من يلعب على الحبلين!

كما أصدر الملك محمد السادس أمرا بمراجعة المقررات المدرسية، خاصة التربية الإسلامية، وتجنب تدريس النصوص التي تدعو الى الجهاد، حتى لا يتم تأويلها لنشر ثقافة التطرف والمغالاة في الدين. مع ضرورة نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والدعوة الى التسامح والتعايش ما بين مختلف الثقافات، والديانات والحضارات الإنسانية.

ويقول فؤاد شفيقي، مدير المناهج الدراسية بوزارة التربية الوطنية المغربية، ان المناهج الدراسية يجب أن ترسّخ القيم المرجعية الستة، وهي: الحرية والكرامة والمساواة والعدل والتسامح والتضامن، مشيراً إلى أن حوالي %95 من التعديلات قد أدخلت على مناهج التدريس، التي ستكون جاهزة للفصل المدرسي المقبل.

والسؤال هو: هل مناهجنا، كما قرر وصرح وزير تربية الكويت، نظيفة من الحث على الإرهاب، والقتل والجهاد، وتحليل قتل الآخر؟ الجواب: طبعا «لا»، لا في النصوص، ولا في النفوس. فجيش المدرسين المسيسين عامل خطير في تغيير تفكير طلبتنا. والغريب أن وزارة الأوقاف طلبت من خطباء المساجد عدم التطرق لمواضيع محددة، أو الخوض في السياسة، ولكن وزارة التربية لم يصدر منها اي تحذير للمدرسين، وجمعية المعلمين تعتبر، منذ سنوات، وعاء للفكر المؤيد للإخوان.

لقد طالبنا، والمرحوم أحمد البغدادي، في عشرات المناسبات والمقالات، بإغلاق كلية الشريعة، أو جعلها ملحقة بكلية الحقوق. وطالبنا بمنع تحول خريجي الشريعة إلى محققين ومحامين، ولكن مطالباتنا جميعها لم تجد أي استجابة، وسيتبينوا النصح يوما عند منعطف اللوى، ولكن عندما تشرق ربما شمس الغد! فقد قام بعض طلبتها قبل أيام بالتصدي لرجال الأمن، والاشتباك معهم، ورفع أعلام داعش، وترديد أناشيد تنظيم داعش، أمام مسمع رجال الأمن وكاميرات الهواتف النقالة، من دون اكتراث واضح بالنتائج، فهم يعلمون، أو يعتقدون أنهم الأقوى والأشد بأسا. فبئس حالنا وأحوالنا.


• ملاحظة:

كتب أحدهم، مغردا، صباح اليوم التالي لقيام انتحاري، تردد انه من شمال افريقيا، بقيادة شاحنته الكبيرة في جمع من الأبرياء، وبينهم مسلمون، في مدينة نيس الساحلية، يقول فيها «اللهم في هذا اليوم المبارك، اللهم زدهم خرابا ودمارا، ولا تبق منهم احدا، اللهم انتقم لنا من هؤلاء الغرب الفجار الكفار، فقد آذونا في بلادنا»!

لا تعليق!


أحمد الصراف


 

الارشيف

Back to Top