علوم دينية أو تطبيقية

أقوم والعشرات غيري من رؤساء مجالس الشركات المساهمة سنوياً بدفع ضريبة على أرباح لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي. والحقيقة أننا جميعاً لم نلمس أو نرى شيئاً، خلال ربع القرن الماضي على الأقل، يمكن اعتباره تقدماً علمياً، بالرغم مما تجمع لدى المؤسسة من إمكانات مادية ضخمة وخبرات علمية عالية. وهذا لا يعني أن المؤسسة قصرت يوماً، منذ تأسيسها قبل 40 عاماً، في ترويج وتعزيز تطوير العلوم، إلا أنه تعترف بنفسها، من خلال موقعها الإلكتروني، بأنه لا يزال هناك الكثير أمامها الذي يجب القيام به. ومن هذا المنطلق قامت بإصدار توصيات لتعزيز وتقوية منظومة الثقافة الشاملة للعلوم والتكنولوجيا والإبداع في كل أرجاء الكويت، متضمنةً الارتقاء بالقدرات، وفي بعض الحالات إعادة توجيه مسار أنشطة علمية عدة. كما أن المؤسسة نجحت، إلى حد ما، في نشر الثقافة العلمية، ودعم الموهوبين والمتميزين والمساعدة في تطوير الثقافة العلمية والبيئة الممكنة لها ودعم نشر الكثير من البحوث الدراسات العلمية، وساهمت في دعم الإبداع والمساعدة في تطوير الروابط اللازمة للتطبيقات التجارية وغيرها، لكن سبق أن ذكرت في أكثر من مقال أن هذا أقل بكثير من طموحات المؤسسة نفسها، وأقل من توقعاتنا منها.

وقبل بضعة أسابيع تلقيت دعوة من إدارة المؤسسة للقيام بزيارة «مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع»، والاطلاع على ما يقوم به من أنشطة علمية لا يعرف الكثيرون عنها شيئاً. ووقع الاختيار على يوم عطلة لزيارة بعض المدارس والمعاهد التابعة لمركز صباح الأحمد – كانت الأولى في القادسية والثانية في الصوابر والثالثة في الشويخ – وجميعها وغيرها في مناطق أخرى، أنشئت بهدف رعاية الموهوبين والمبدعين من الشباب والطلبة، بعد رصدهم من بين فئات عمرية معينة، ومحالة نقلهم لبيئة يمكن من خلالها استثمار إبداعاتهم ودفعهم لتطوير ما في عقولهم من أفكار، ومخترعات، ومحاولة مساعدتهم بكل ما لدى المركز من إمكانات لتحويل تلك الأفكار والمخترعات إلى تطبيقات عملية قابلة للتسويق، وقد أثبت الكثير من هؤلاء الشباب قدرات عالية وفازوا بجوائز مميزة في الكثير من اللقاءات العلمية الدولية التي شاركوا فيها.

يقوم مركز صباح الأحمد بنقل الطالب مع كتبه الدراسية من بيئة دراسية تقليدية، إلى بيئة علمية كاملة من دون الإخلال بتحصيله العلمي، بحيث تتوافر له البيئة الملائمة لعقليته وقدرات ذكائه التي تختلف عن البيئة التي سبق أن غادرها، إن من حيث المواد أو قاعات الدرس أو الهيئة التدريسية والمواد والأدوات والآلات التي يمكنهم من خلالها إبراز مواهبهم بمختلف انواعها.

لقد كانت زيارة سعدت بها لما لمسته أخيرا من بصيص أمل في إمكان خلق جيل، يهتم بالفعل بأنشطة طالما تجاهلناها على حساب مواد كثفنا من جرعة دراستها، ولم نجنِ منها في النهاية غير التخلف وتدمير عقول الشباب وإرسالهم لمصير مظلم. ونأمل من إدارة مؤسسة الكويت للتقديم العلمي زيادة اهتمامها بمثل هذه الأنشطة، والصرف بكرم عليها، خاصة انها تحظى بقدرات تعليمية وإدارية عالية.


أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top