اللعنة الكبرى
تعتبر حركة الإخوان المسلمين، فرع الكويت، حركة سياسية يفترض أنها تعمل ضمن أطر ومبادئ معينة. كما يفترض ايضا أن لها موقفا ورأيا موحدا من القضايا السياسية. ولكن يبدو أنهم كإخوان لا يستطيعون إلا أن يكونوا متلونين، إن علنا أو باتباع التقية.
ففي انتخابات رئاسة مجلس الأمة، البرلمان، رأينا كيف قام الإخوان، وبشهادة شفهية وكتابية، من كبيرهم بالإعلان عن أنهم قاموا بتوزيع اصوات الأعضاء الأربعة في المجلس، بين اثنين من المرشحين للرئاسة، حيث قام اثنان منهم بإعطاء صوتيهما للمرشح شعيب المويزري، بينما قام العضوان الآخران بالتصويت للمرشح الآخر للرئاسة، عبدالله الرومي! وهذا منتهى الوصولية، التي لا تنسجم حتما مع المبادئ الدينية، التي يدعون التمسك بها. فمن المفترض على الحزبي، الملتزم دينيا، التصويت للشخص الأكثر صلاحا وانسجاما مع مبادئ ورؤى الحزب، وليس توزيع أصواتهم على مرشحين مختلفين في انتماءاتهما وفي مواقفهما السياسية! إن عملهم هذا يعني ضربة على الحافر وأخرى على المسمار، بحيث يمكنهم مستقبلا تحميل المرشحين «جميلة» أو فضل التصويت لهما، من دون خسارة أحدهما.
كما صرح إخونجي آخر، من خارج المجلس، ويدعي أنه خبير دستوري، بعد انتهاء انتخابات نيابة رئيس مجلس الأمة، في الدورة الثانية، بأن فوز النائب جمعان الحربش صحيح، ولم يكن هناك داع لإعادة عملية الانتخاب، لأن الأغلبية المطلقة تحققت بالأعضاء الحاضرين وفقا للمادتين 92 و97 من الدستور، والمادة 37 من اللائحة الداخلية، وبالتالي فإن عملية إعادة التصويت باطلة!
وطبعا كلام «الخبير الدستوري»، قصد به خلق بلبلة سياسية، وكلامه، وهو الذي يوقع اسمه مسبوقا بحرفي أ.د.، غير صحيح. ففي التصويت الأول لم يحصل الحربش على الأغلبية المطلقة، فأعيد التصويت، وهنا حصل النائب عيسى الكندري عليها وأصبح بالتالي انتخابه صحيحا. وما فات على «الخبير الأستاذ» ان نص المادة 37 من اللائحة تم عام 2007 تعديله، بحيث أصبح يشترط لصحة اي اجتماع لمجلس الأمة حضور أكثر من نصف اعضائه، وتصدر القرارات بالأغلبية المطلقة للأعضاء الحاضرين، وذلك في غير الحالات التي تشترط فيها أغلبية خاصة. ويعتبر الأمر الذي جرت المداولة في شأنه مرفوضا إذا لم يحصل على أغلبية الحاضرين (كما حدث مع التصويت للحربش).
***
وفي أبلغ واقصر رد على العملية الإرهابية التي يشتبه بأن للإخوان يدا فيها، والتي قام إرهابي متشدد بتفجير نفسه في كنيسة، ونتج عن ذلك فقد عشرات المصلين الأبرياء لأرواحهم، كتب بابا الأقباط تواضروس الثاني، في حسابه على تويتر، الرد التالي على الإخوان وغيرهم: «هتحرق الكنائس؟ هنصلي في الجوامع. هتحرق الجوامع؟ حنصلي في الكنائس. هتحرق الجوامع والكنائس؟ هنصلي في الشوارع مع بعضنا.. أصل إحنا مصريين».
عاشت مصر، وتبت يد الإخوان، ومن والاهم.