الغضب القادم
يقال إن شركات طيران المنطقة الكبرى تواجه مصاعب مالية وإدارية كبيرة، وستجبر قريباً جداً على الاستغناء عن خدمات عدد كبير من موظفيها. ويقال إن النسبة تقارب الـ25%. كما قامت «الإمارات» بالفعل بمنح عدد من موظفي الخدمات الأرضية إجازات، غير مدفوعة، تمتد لثلاثة أشهر. وسبق أن صرّح رئيسها بأن عام 2017 سيكون صعباً!
من ناحية أخرى، قامت شركة نفط أبوظبي بالاستغناء عن آلاف الموظفين والعمال، وفعلت الشيء ذاته شركة نفط قطر. كما تنوي كبار بنوك المنطقة الاستغناء عن عدد من موظفيها.
وورد في تقرير «الشال»، نقلاً عن تقرير التنمية العربية الصادر عن الأمم المتحدة بتاريخ 2016-11-29، ونشرت «الإيكونومست» البريطانية ملخصاً له، أن شباب العرب هم قنبلتها القادمة، ففي الوقت الذي يشكّل فيه العرب 5 %من سكان العالم، إلا أنهم مسؤولون عن 45 %من عملياته الإرهابية، و68 %من قتلى الحروب منهم. كما أن %47 من المهجرين داخل أوطانهم هم عرب، و58 %من لاجئي العالم منهم! كما أن قاعدة العرب الشبابية هي الأوسع، إذ يبلغ أعداد من أعمارهم ما بين 15و29 عاماً نحو 105 ملايين شاب، وتبلغ بطالتهم نحو %30، أي ضعف معدل بطالة العالم البالغة %14، كما فقرهم وتهميشهم في ازدياد.
تقرير الأمم المتحدة ليس سياسياً، كما أنه متحفظ بعض الشيء، فهو يستثني 25% من العرب من ذلك المصير حتى عام 2020، ولكن هؤلاء في الواقع عرضة للمصير نفسه بعد ذلك، خصوصاً إن صدقت التقارير حول فقدان النفط لصدارته في سوق الطاقة بدءاً من عام 2020.
وقالت «الشال» إن الوقاية من ذلك المصير تتطلب جهداً عربياً جماعياً جاداً، وتغييراً جوهرياً في النهج الاستحواذي لدى قيادات كل هذه الدول، والإيمان بآليات التغيير السلمي. وحيث إن العمل العربي الجماعي شبه مستحيل، لذلك، على كل قطر عربي البدء بسياسات استباقية لاجتناب ذلك المصير، من خلال اتباع كل قُطر لنهج جديد في الإدارة، فيه الكثير من التنازل والتضحيات، وتكون القيادات قدوته، وهذا لن يحدث ما لم يتم التخلص من مفهوم الاستحواذ، واختزال الدولة في بضعة أشخاص.
والكويت على شفا البدء مع إدارة جديدة، الذراع الأهم والطاغي فيها هو إدارتها التنفيذية، أي مجلس الوزراء، ومن شبه المؤكد أن التغيير، وإن طال البعض، فإنه لن يمتد إلى الحد الأدنى من تغيير النهج، والقضية مرة أخرى ليست سياسية، إنما قضية اقتصاد غير مستدام! ومجلس وزراء جاء بالمحاصصة، غير قادر على تسويق أي سياسات إصلاح مالي واقتصادي، لأنه بذلك يفقد ضمان استمراره، وسوف يعمل على استهلاك العنصر الإيجابي الوحيد لفترة رواج النفط، أو الاحتياطي المالي، بتسييله أو الاقتراض بضمانه من أجل شراء الوقت، وهذا سوف يراكم تدريجياً بطالة 400 ألف شاب وشابة من الكويتيين القادمين إلى سوق العمل في غضون الـ15 سنة القادمة، أو بدء زراعة مكونات تلك القنبلة الموقوتة، بعد تأخيرها لبعض الوقت وانتفاخ حجمها.
* ملاحظة:
لاحظت، وأنا في طريقي الى مبنى المغادرة في مطارنا المهل، ان عملية كشط وإعادة تزفيت الطريق سيئة جدّا، وسيتطاير منها الحصى قريبا. فهل من يرحمنا من خارج المطار، بعد أن يئسنا من الرحمة داخله؟!
أحمد الصراف