الشاعر ملا عابدين باقر

«إن الأناگير ساهت بعد أن سبزت واستشرنت بعد ان كانت تراشيشا»
هذه كلمات قالها مازحا الشاعر الكويتي المعروف «ملا عابدين باقر»، الملقب بذي الرياستين، لتمكنه من اللغتين العربية والفارسية، ويقال ان من اطلق عليه تلك التسمية هو الشيخ مبارك الصباح، والبيت لا هو بالفارسي ولا بالعربي، ومعناه بالعربية أن الأعناب اسودت بعد أن كانت خضراء، واحلوت بعد ان كانت حامضة.
الملا عابدين هو الذي خط ما هو مدون على بوابة قصر السيف، الذي يثير إعجاب كل من يقرؤه: «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك». فقد كان صاحب خط جميل، وكان يصيغ قصيدة في صديق أو قريب، ويقوم أحيانا بكتابتها بطريقة تقارب وجه من كتب الشعر فيه. وكان له في الخط اسلوب عجيب، حيث يريك زهرة أو رجلا أو أي صورة يشاء مرسومة على الورق، ثم يغطي الورقة فتصبح الصورة آية قرآنية أو بيتا من الشعر أو كلمة كتبت بخط رائع جذاب، وهذا فن أجاده وتفوق فيه.
والشاعر زين العابدين بن حسن بن باقر، الذي اطلق اسم عائلته على ديوان المُلا باقر في الدسمة، والذي يضم عائلات الكوت، الصراف، ملا جمعة، ملا باقر.
اشتهر شعبيا بلقب الملا عابدين ولد في الكويت بفريج، أو حي الميدان عام 1866.
وهذا المقال بمناسبة مرور 150 سنة على ميلاده.
تعود اصول الملا عابدين لفارس، ونشأ في أسرة فقيرة، وكان يتكسب من الشعر، ومن التعليم الديني والحساب، وكان من تلامذته عبدالصمد التركي وإسماعيل جمال وآخرون من رجال الرعيل الأول في الكويت.
لم ينل «الملا» حظه من العلم، غير ما حصل عليه من محيطه. ولكنه كان قارئا نهما في الأدبين، العربي والفارسي. واشتهر عنه شعر المديح في الملك عبدالعزيز بن سعود، الذي منحه راتبا وكسوة سنوية لم تنقطع حتى وفاة الملا عام 1950، عن 84 عاما.
كما سافر الملا إلى تركيا ومصر والهند واقطار الخليج وإيران. وبالرغم من أنه خلف آثارا كثيرة في الشعر تربو على اربعين مؤلفا، إلا أن أغلبها ضاع، أو قامت اسرته بإتلافها بعد وفاته. ومن أعماله ديوان: «كوكبة السعودية من شعر زين العابدين الكويتي»، وسبق أن علق عليه الأستاذ يعقوب الغنيم. وله قصائد وردت ضمن ديوان: الآيات الصباح في مدح مبارك الصباح، وله قصائد ضمنها كتابا له بعنوان: «موعظة الرجال وبلغة الآمال»، طبعة بومبي. كما له ديوان باللغة الفارسية، ذكرته بعض مصادر دراسته. كما وضع ديوان «روضة العارفين»، وديوان «تغذية الأرواح ومنشئة الأفراح»، و«الرحلة الرياضية». ولولا أن تلك المؤلفات ورد ذكرها في ديوانه المخطوط «العرصات البديعة والطرائز اللميعة»، لما عرف عنها شيء.
ووردت مجموعة من أشعاره كذلك في مجلد ضخم باسم «الرياض المزهرة بين الكويت والمحمرة»، حرره الصحافي المصري عبدالمسيح أنطاكي، وفيه مدائح لمبارك الصباح والشيخ خزعل أمير المحمرة، والملك عبدالعزيز آل سعود.
وقد سبق ان اجرت صحيفة الأنباء في 5 مارس 2011 مقابلة مع حفيده، الأستاذ جواد حسن ملا عابدين، المدير السابق للمعاهد الخاصة بوزارة التربية، وردت فيها معلومات كثيرة عن جده.
وجاء على ذكر شاعرنا المُلا عابدين الشاعر الراحل خالد سعود الزيد، في كتابه «أدباء الكويت في قرنين»، كما اهتم بسيرته الفاضل عبدالعزيز البابطين.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top