حماة الشرف والفضيلة
ينادون بالحجاب، ويحاربون السافرات.
يدعون إلى منع الاختلاط، وفصل الجنسين، من مرحلة الروضة وحتى الجامعة.
يدعون إلى الفضيلة والحشمة والوقار. ويطالبون الأبوين، والأزواج، بمنع بناتهم، ونسائهم من التبرج، وحث «أهلهم» على ارتداء الثقيل والساتر من الملابس، ويا حبذا لو تشبهن بنساء طالبان.
يكرهون المرأة، وينادون، سراً وعلناً، بأن تلزم بيتها، وإطاعة زوجها، وتقبل ضربها، وإشراكها بالضرات، وبألا تخرج من منزل أبيها أو زوجها، حتى لأقرب الناس إليها، من دون علم الزوج، الأب أو الأخ، ورضاهم.
يحرّمون على المرأة تلقي التعليم، أو مشاهدة ما لا يرغبون من برامج تلفزيونية، وسبق أن صرّح كبير «إخوانهم»، في مقابلة تلفزيونية، بأنه «يشفر» ما يحق لأهل بيته مشاهدته من قنوات تلفزيونية. ولكن ما إن جاءتهم الديموقراطية «بمغرياتها»، حتى أصبح خروج المرأة من البيت، للتصويت لزوير وعوير، فرضاً «دينياً».
يكرهون المرأة، ولا يترددون في طردها من البيت، من دون رحمة، بعد إلقاء كلمة أو اثنتين أو ثلاث عليها. لتتبهدل بعدها في المحاكم والمخافر، وتكون مكاتب المحامين قبلتها اليومية، من أجل أن تحصل على لقمة أو كسوة لها أو لأبنائها، هذا إن سمح لها طليقها، الرجل، برؤية فلذات كبدها!
يقيمون عليها الحد، إن انحرفت، بمفهومهم، ويعفون أنفسهم منه، لأنهم «رجال»، وذكور بشوارب ولحى!
يعاملون المرأة بدونية غريبة، ولا يترددون في خرق الثوابت الشرعية معهن، والتي يستميتون دائماً في الدفاع عنها، ولو تسبب ذلك في فضحهم، ورفع الحصانة عنهم، والدخول معهم في قضايا ومحاكم.
يكرهون منظر المرأة وشكلها وهيئتها وخروجها ومشيتها وطلتها وعاداتها وحالاتها البيولوجية، وكل ما تمثله، بالنسبة لهم، ومن وجهة نظرهم، من ضعف تتطلبه وظيفتها كمانحة للحياة، ومع هذا تجدهم يتراكضون خلفها، يستجدون، غالباً بالسر، وصالها، ويلهثون وراء التفاتة منها، ويبذلون الغالي والنفيس لمعاشرتها، برضاها وبغير ذلك، ولا يترددون بعدها في إهانتها، والحط من مكانتها، ونعتها بمختلف الصفات، وإنكار حقوقها، ووصفها بناقصة العقل والدين، لكي يتسنى لهم تأييد مواقف رجال دينهم وحكوماتهم في رفض التوقيع على أي مواثيق أو معاهدات إنسانية تعطيها الحد الأدنى من حقوقها.
حاربوها، ولعنوها، وأطلقوا أقبح الصفات عليها، وحذّروا من شرها وغدرها، وقدرتها على إفساد المجتمعات. وفي السر، لا يترددون في التحول في حضرتها إلى قطط تسير على أربع، بغية نيل رضاها!
هل عرفتم من هؤلاء؟ هم أولئك الذين أصبحت قضاياهم الجنسية الشخصية، ومغامراتهم النسائية، وفضائحهم الأخلاقية، من كتّاب وسياسيين من «إخوان» وأعداء، الذين لم يتوقفوا يوماً عن الادعاء برعاية الفضيلة والذود عن قويم الأخلاق، تملأ وسائل التواصل الاجتماعي!
أحمد الصراف