يا شيخ سلمان.. وينك؟!
سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل الانتهاء من مبنى الركاب المساعد، هذا غير المبنى الرئيسي الدائم للمطار والجديد، وأثناء ذلك سيعاني ملايين المسافرين والقادمين من سوء أوضاع المطار الحالية وانسيابية الحركة فيه. فالمبنى الحالي بائس، خصوصاً في مستوى حماماته المخجل، وعطلها المستمر، والتي بالكاد تكفي العاملين في المطار، فكيف بملايين المسافرين؟!
وعلى الرغم من أن عدد كاونترات جوازات الدخول والخروج كافية، فإن خلوها من رجال الأمن أحيانا كثيرة، وعدم التنسيق بين طوابير الركاب الخليجيين وغيرهم، خصوصاً في فترات الذروة، أمر يتسبّب في مضايقات للكثيرين.
كما أن الدولة استثنت مواطني 52 دولة من شرط الفيزا، ولكن ليس قبل تعريضهم لبهدلة وتأخير غير مبررين، حيث يقف القادم في طابور بطيء غالبا، لنقص رجال الأمن، وعندما يأتي دوره يكتشف أن عليه شراء طابع مالي ببضعة دنانير. فيخرج من الطابور لعدم توافر نقود محلية معه، ويذهب ليقف في طابور البنك لتغيير العملة، وبعدها يذهب لطابور آلة صرف الطوابع، ثم يعود ثانية للوقوف في طابور الفيزا، وكل ذلك يستغرق أحيانا كثيرة ساعة وأكثر، وهذا يتعارض مع الهدف السامي، المتمثل في إعفائهم من الفيزا، لكونهم من مواطني أغنى وأفضل دول العالم وأكثرها رقيا.
لحل هذا الوضع المخجل بالفعل يتطلب الأمر وضع أجهزة صرف knet عند حاجز رجل الأمن، لكي يتمكن القادم من دفع رسم الفيزا، أو شراء الطابع، باستخدام بطاقته الائتمانية، بدلا من التنقل المرهق بين طابور وآخر.
إن ما ذكرته عن فترة تأخير تطول لساعة أو أكثر ليس فيه أي مبالغة، فقد عانيت شخصيا من الأمر، وتوقفت عن الذهاب بعدها إلى المطار لاستقبال ضيوفي، ليس تكبرا؛ بل خجلا من سماع شكاواهم المرّة من سوء المعاملة.
كما أن المطار بحاجة إلى تغيير سريع لعلب البلاستيك السخيفة التي يضع فيها المسافر حاجياته لتمريرها على جهاز كشف المعادن، فهي علب مخصصة لقطع الغيار، وليس للاستخدام العملي في المطار، ولا أدري من الذي ضحك على سلطة المطار وباعها عليهم؟!
لقد تسلم الشيخ سلمان الحمود رئاسة المطار مؤخرا فقط، ونتمنى عليه القيام بإعادة الأمان والاحترام لهذا المرفق الحيوي الذي لا غنى عنه، والتخلّص من جيش العتالين على رصيف المغادرة وفي صالة الوصول، فمنظرهم غير إنساني ولا حضاري، وهناك حلول عملية عدة لتقديم خدمة النقل بطريقة أفضل؛ بدلا من منظر هذا الجيش العاطل عن العمل غالبا، أسوة بما هو متبع في كل مطارات الدول التي «تحترم نفسها»!
لقد فشلت الإدارات السابقة في فعل شيء، ونأمل في أن يقوم الشيخ سلمان، من واقع تجاربه وخبراته، بالإصلاحات المطلوبة.
أحمد الصراف