شاطر ومشطور «الطماطم بالجبن»
اتصل بي صديقي «م. معرفي»، في ليلة لندنية باردة، ودعاني إلى الانضمام إليه، وصديقين لبنانيين، في أحد مطاعم لندن الشهيرة.
طال بنا السهر، وأخذنا الحديث والسمر ولم ننتبه إلا بعد أن فات الأوان، ان المطبخ قد أغلق، وان علينا، إن كنا نريد تناول شيء ما، الذهاب إلى مكان آخر، بعد أن فعل الجوع فعله في أمعائنا!
اختلفنا على رأيين: اثنان يؤيدان الذهاب إلى مطعم محدد، واثنان آخران يقترحان مطعما آخر، وكل فريق يدافع عن رأيه ويبين فضائل اقتراحه، وبعد جدال لم يطل كثيرا، تم الاتفاق على أحدهما، أو هكذا ظننا. غادرت المكان مع أحد اللبنانيين، وغادر صديقي «ميم» مع اللبناني الآخر، متجهين إلى المطعم الذي تم الاتفاق عليه.
بعد نصف ساعة من الانتظار في المطعم، الذي ذهبنا له، اكتشفنا أن سوء فهم قد وقع، وان صديقينا الآخرين قد ذهبا إلى المطعم الآخر، ونحن أتينا إلى هذا المطعم الذي تصادف أنه لا يقبل خدمة أحد ما لم يكن عضوا فيه، والعضو الوحيد بيننا ذهب للمطعم الآخر.
تأخر الوقت كثيرا للحاق بصديقينا في المطعم الآخر، خصوصاً بعد أن عضني الجوع اللعين بنابه، فطلبت من صديقي اللبناني أن يأخذني إلى شقتي، فقد انتهت سهرة المساء، مع ساعات الصباح الأولى، بالنسبة لي.
كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة صباحا عندما دخلت الشقة، وأتذكر جيدا أنني اتجهت من فوري إلى المطبخ، حيث قمت بإخراج قطعتي خبز وشريحة جبن شدر وحبة طماطم من البراد. وضعت الخبز في التوستر، أو المحمصة، وقمت أثناء ذلك بتقطيع حبة الطماط إلى شرائح، وعندما استوى الخبز وضعت الطماطم والجبنة ببين قطعتي الخبز، والتهمت ألذ سندويشة، او شاطر ومشطور، جبنة وطماطم، في حياتي، ووضعت رأسي على المخدة واستغرقت من فوري في نوم عميق.
أفقت من النوم قرابة الظهر، واتجهت إلى المطبخ لتناول الماء، فقد كان ريقي يشكو من جفاف شديد، وعند مدخل المطبخ رأيت، بعيني نصف المغمضتين، شيئا على الأرض، وما ان رفعته ووضعته على كاونتر المطبخ حتى تبين لي أنه شريحة الجبنة وحبة الطماطم التي قمت في الليلة السابقة بوضعهما بين الخبزتين، أنها وقعت على الأرض دون أن أنتبه! وبالتالي فإن ما تناولته في الليلة السابقة كان خبزا حافا، بلا جبن ولا طماطم، ولكن خيالي صور لي شيئا آخر!
أحمد الصراف