جائزة الملتقى وموشيه دايان
العالم المتخلف إجمالا لا يقرأ، وليس معظم العرب والمسلمين فقط. ولكننا، بشكل عام، أكثر ضجيجا من غيرنا، وأكثر إدعاء بالمعرفة وأقوى، وأعمق وهما بكوننا على حق، والعالم اجمع على باطل، وليس هناك من طريقة لإزالة هذه الادعاءات والأوهام بغير القراءة المكثفة والمتنوعة!
إلا أن القراءة من دون فهم لا تكفي، والفهم من دون تطبيق لا معنى له. فلا يكفي مثلا إقرار تدريس كتاب عن الأخلاق، بل يتطلب الأمر فهم المقرر بشكل جديد، من خلال هيئة تدريس مؤمنة بالمنهج، وتاليا قيام المدرس والطالب بتطبيق ما تم تدريسه. وباستمرار غياب القراءة والفهم والتطبيق من حياتنا سيستمر تخلفنا وتشرذمنا، واعتقادنا الغبي بأننا الأفضل.
أجرى الصحافي الهندي كارانجيا حوارا مع وزير الحرب الإسرائيلي موشى دايان، قبل 60 عاما، ونشر نصه في صحيفته، وضمنه تاليا في كتابه الذي ترجم للعربية بعنوان «خنجر إسرائيل» وحمل مقدمة بتوقيع عبدالناصر نفسه، ذكر في المقابلة أن موشي دايان قال له إن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها بضربة سريعة، ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب، أي حرب، لمصلحتها. وعندما قال الصحافي لدايان إن كشفه مثل هذه الأمور قد يفشل خطته مستقبلا، رد دايان: لا عليك، العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون!
***
من هذا المنطلق، وإيمانا من مجموعة بارزة بمدى أهمية القراءة في حياتنا، كبارا وصغارا، وبسبب ما اصبحوا يشعرون به من ابتعاد المجتمع عن القراءة، بشكل عام، فقد سعوا ونجحوا في تأسيس جائزة كويتية تمنح لمؤلف أفضل قصة عربية قصيرة، باسم «جائزة الملتقى الثقافي»، ومقرها الكويت، التي كان لها يوما دور بارز في تشجيع القراءة والنشر، قبل ان تقضي على هذا الدور أفكار الإخوان.
إن جائزة الملتقى الثقافي للقصة العربية القصيرة العربي، التي ربما أعلنت، مع نشر هذا المقال، قائمتها الطويلة لدورتها الحالية والثانية، والتي ستتبعها بالقائمة القصيرة في الأول من الشهر القادم، ستقيم حفل الجائزة واعلان الفائز الأول، وبقية الفائزين، بتاريخ الرابع من ديسمبر القادم. علما بأن ادارة الجائزة قد اختارت مجلس أمناء جديدا مكوّنا من السيدات والسادة طالب الرفاعي، رئيسا للجائزة، وأمل البنعلي، نائبة رئيس الجامعة الأميركية، مقررا، وعضوية كلٍ من سليمان الشطي، اسماعيل فهد اسماعيل، ليلى العثمان، محمد الشارخ، عبدالرحمن الفرحان، طلال الرميضي، علي العنزي.
كما اختارت ادارة الجائزة مجلسا استشاريا جديدا، مكوّنا من: ابراهيم المعلم، مصر، محمد خضير، العراق، قاسم حداد، البحرين، فاروق مردم بيك، فرنسا، نبيل سليمان، سوريا، رشيد يحياوي، المغرب، جوناثان رايت، بريطانيا، الياس فركوح، الأردن.
ويمكن الحصول على معلومات أكثر عن فكرة الجائزة وشروطها من موقعها الإلكتروني almultaqaprize.com
إن مثل هذه الجائزة، وجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ستعيد للكويت دورها في عالم القراءة الذي توقف، وتعيد لوطننا رونقه وليبراليته التي طالما اشتهر بها.