ناجي العلي ومحمد الصقر.. وأم طارق
يأتي هذا المقال بمناسبة قرار الحكومة البريطانية الأخير، المتعلق بفتح التحقيق ثانية في حادثة اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني الأشهر ناجي العلي، بعد 30 عاما على وقوعها.
كان ناجي العلي مدرسا لمادة الرسم في الكلية الجعفرية في مدينة صور اللبنانية، في أوائل الستينات. وكانت أم طارق، زوجتي، بين طلبته حينها. بعد ربع قرن، وفي يوم لندني حار من شهر يوليو 1987، التقت أم طارق بناجي وزوجته في أحد شوارع لندن، وكانت فرصة لاستعادة ذكريات ما مضى من سنوات، مع وعد بأن نلتقي جميعنا خلال أيام. بعد ساعات من ذلك اللقاء، قام مجرم، ربما في مكان غير بعيد، بإطلاق رصاصات من مسدس كاتم للصوت على ناجي، أفقدته وعيه، قبل أن يتوفى في 29 أغسطس.
شكل الخبر صدمة كبيرة لنا، فكيف لا تراه أم طارق كل هذه السنين، وعندما تلتقي به، بعد أن كانت تتابع رسومه في القبس لسنوات، يتم اغتياله بتلك الطريقة البشعة؟
وفي لقاء تلفزيوني جمع الإعلامية جيزيل خوري مع السياسي والإعلامي ورجل الأعمال، الزميل محمد الصقر، الذي كان المسؤول عن نشر الكاريكاتير، بصفته رئيسا لتحرير القبس حينها، وفي رد على سؤال عن حادثة اغتيال ناجي، ذكر الزميل الصقر أن ناجي كان يقوم بإرسال أكثر من رسم للجريدة، وكان يختار من بينها ما يناسب النشر، وأنه عندما نشر ذلك الكاريكاتير لم يكن حقيقة يعرف «المغزى السياسي» وراءه. وقال «إن الرسم كان يمثل حنظلة وهو يسأل فلسطينيا يرغب في الانتساب الى عضوية اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين، إن كان يعرف القراءة، فقال لا، وسأله إن كان يعرف أن يكتب، فقال لا، وسأله إن كان يعرف رشيدة مهران، فقال لا! فقال له حنظلة: يا أخو الشليته، إذا ما بتعرف تقرأ ولا تعرف تكتب ولا تعرف مهران كيف بدك تصير عضو في الاتحاد؟».
قامت الدنيا بعدها، وعرف الصقر المعنى الخطير وراء الرسم، بعد أن اتصلوا به وقالوا له إن ناجي تلقى تهديدا جديا بالقتل، فقام من فوره بالاتصال بأبو اياد، الرجل الثاني حينها في فتح، وطلب منه التدخل، فاستغرب، ولم يصدق التهديد، وطلب منه الاتصال بالشاعر محمود درويش، الذي له دالة على القيادة الفلسطينية، فتم ذلك وطمأنه درويش وقال له إن أبو عمار لا يمكن أن يهدد ناجي. بعدها اتصل الصقر بأبو اياد ثانية فأخبره هذا بأن القضية انتهت، على خير!
ولكن التهديد نفذ، واغتيل ناجي بعدها بأيام، وهنا طلبت الشرطة البريطانية من الشرطة السويسرية، حيث كان الصقر يقضي إجازته، توفير الحماية له، لأنه الهدف التالي. ويستطرد الصقر قائلا إن تلك الأيام كانت الأصعب في حياته.
وبسؤاله عمن يتهم في المحاولة، قال الصقر إنه لا يعرف، ولكن الشرطة البريطانية اتهمت عميلا مزدوجا، فلسطينيا إسرائيليا، سبق ان قبض عليه بتهمة حيازة أسلحة، وأنه كان طليقا رهن المحاكمة، ولكنه اختفى بعد عملية الاغتيال. ولا يزال ملف الاتهام مفتوحا.
كان ناجي العلي مدرسا لمادة الرسم في الكلية الجعفرية في مدينة صور اللبنانية، في أوائل الستينات. وكانت أم طارق، زوجتي، بين طلبته حينها. بعد ربع قرن، وفي يوم لندني حار من شهر يوليو 1987، التقت أم طارق بناجي وزوجته في أحد شوارع لندن، وكانت فرصة لاستعادة ذكريات ما مضى من سنوات، مع وعد بأن نلتقي جميعنا خلال أيام. بعد ساعات من ذلك اللقاء، قام مجرم، ربما في مكان غير بعيد، بإطلاق رصاصات من مسدس كاتم للصوت على ناجي، أفقدته وعيه، قبل أن يتوفى في 29 أغسطس.
شكل الخبر صدمة كبيرة لنا، فكيف لا تراه أم طارق كل هذه السنين، وعندما تلتقي به، بعد أن كانت تتابع رسومه في القبس لسنوات، يتم اغتياله بتلك الطريقة البشعة؟
وفي لقاء تلفزيوني جمع الإعلامية جيزيل خوري مع السياسي والإعلامي ورجل الأعمال، الزميل محمد الصقر، الذي كان المسؤول عن نشر الكاريكاتير، بصفته رئيسا لتحرير القبس حينها، وفي رد على سؤال عن حادثة اغتيال ناجي، ذكر الزميل الصقر أن ناجي كان يقوم بإرسال أكثر من رسم للجريدة، وكان يختار من بينها ما يناسب النشر، وأنه عندما نشر ذلك الكاريكاتير لم يكن حقيقة يعرف «المغزى السياسي» وراءه. وقال «إن الرسم كان يمثل حنظلة وهو يسأل فلسطينيا يرغب في الانتساب الى عضوية اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين، إن كان يعرف القراءة، فقال لا، وسأله إن كان يعرف أن يكتب، فقال لا، وسأله إن كان يعرف رشيدة مهران، فقال لا! فقال له حنظلة: يا أخو الشليته، إذا ما بتعرف تقرأ ولا تعرف تكتب ولا تعرف مهران كيف بدك تصير عضو في الاتحاد؟».
قامت الدنيا بعدها، وعرف الصقر المعنى الخطير وراء الرسم، بعد أن اتصلوا به وقالوا له إن ناجي تلقى تهديدا جديا بالقتل، فقام من فوره بالاتصال بأبو اياد، الرجل الثاني حينها في فتح، وطلب منه التدخل، فاستغرب، ولم يصدق التهديد، وطلب منه الاتصال بالشاعر محمود درويش، الذي له دالة على القيادة الفلسطينية، فتم ذلك وطمأنه درويش وقال له إن أبو عمار لا يمكن أن يهدد ناجي. بعدها اتصل الصقر بأبو اياد ثانية فأخبره هذا بأن القضية انتهت، على خير!
ولكن التهديد نفذ، واغتيل ناجي بعدها بأيام، وهنا طلبت الشرطة البريطانية من الشرطة السويسرية، حيث كان الصقر يقضي إجازته، توفير الحماية له، لأنه الهدف التالي. ويستطرد الصقر قائلا إن تلك الأيام كانت الأصعب في حياته.
وبسؤاله عمن يتهم في المحاولة، قال الصقر إنه لا يعرف، ولكن الشرطة البريطانية اتهمت عميلا مزدوجا، فلسطينيا إسرائيليا، سبق ان قبض عليه بتهمة حيازة أسلحة، وأنه كان طليقا رهن المحاكمة، ولكنه اختفى بعد عملية الاغتيال. ولا يزال ملف الاتهام مفتوحا.