سرطان الإخوان
سرطان الإخوانتعتبر الكويت اليوم أحد آخر ملاذات الإخوان الآمنة، بعد أن تم حظر أنشطتهم أو تواجدهم في غالبية الدول التي كانوا فاعلين فيها.
يعود سبب قوتهم في الكويت إلى أمور ثلاثة مهمة، أولها قدم وجودهم في الكويت، فقد جاءت جحافل جهلهم إليها مع منتصف أربعينات القرن الماضي، وما زالوا!
كما أنهم سعوا، منذ اليوم الأول، الى إنشاء المؤسسات الاجتماعية والمدارس والجمعيات، وتكوين الثروات الشخصية والحزبية. كما سعوا إلى زرع المنتسبين لهم في مختلف مصالح الدولة. ثم انتقلوا تاليا لتكويت الكيانات المالية الضخمة، داخل الكويت وخارجها، وشراء الموالين لصفوفهم، وتحييد خصومهم، والسيطرة التدريجية على الاتحادات الطلابية، فهم وقود المستقبل، وعلى مؤسسات المجتمع المدني الفعالة، كالجمعيات التعليمية والتعاونية والنقابات.
وثالثا، أسباب قوتهم في الكويت تعود إلى نجاحهم، باقتدار، في كسب ثقة الحكومة إلى جانبهم، وهي التي كانت متساهلة معهم دائما، وغالبا مشجعة لأنشطتهم، كونهم يدعون الى الصلاح والتدين. ثم تبين للحكومة لاحقا أن بالإمكان الاستعانة بهم في وقف المد القومي، أو الناصري بالأحرى. كما استعانت بهم، بعد 1979، في وقف المد الخميني. وأصبحت الحركة، منذ ذلك الوقت، أكثر حرفية وقدرة على اللعب على التوازنات، وعقد الصفقات السياسية والمالية، وإشعار الحكومة بأنها البديل عن الفوضى، التي قد تجلبها التيارات الأخرى في المجتمع، وكانت تلك نقطة الارتكاز في تحالفها معهم. وبالتالي كانت الكويت النموذج المثالي الذي من خلاله طبق الإخوان أفكارهم وخططهم للسيطرة على أي مجتمع، فأصبحت ملاذهم الآمن، سياسيا وماليا، وهي اليوم تمثل الصندوق الذي يغرف منه التنظيم العالمي للإخوان حاجته من المال، إن ادلهمت بهم الخطوب. كما ستكون ملاذهم الآمن، والحضن الدافئ الذي سيؤويهم دائما.
كانت البداية التنظيمية للإخوان في الكويت مع إنشاء جمعية إسلامية، التي أكد نظام تأسيسها على أنها جمعية دينية لا تتدخل في السياسة، وكانت تلك بداية التدليس، الذي استمر مع تغير اسمها في ما بعد، ليستمر التدليس واللعب على القوانين، والتدخل في الأمور السياسية وعقد الصفقات، على الرغم من أن نظام تأسيسها لا يسمح لها بذلك، ولكن لم تستطع، أو لم ترغب، أي حكومة في وقفها عن العمل السياسي العلني.
أما قصة فك الجمعية، أو إخوان الكويت، ارتباطهم بالتنظيم العالمي للإخوان، فهذه كذبة طالما «دوشونا» بها، فالعلاقات على أقوى ما يكون، وليس للجمعية أو المنتمين لها الخيار في ترك التنظيم الدولي، وكل هذه الأموال تسييل بين أيديهم.
ملاحظة: أعلنت هذه الجمعية عن إقامة رحلتها السنوية إلى المدينة المنورة للشباب من أعمار 13 إلى 17، مقابل دفع مبلغ رمزي. وهذا نوع من الأنشطة السياسية المغلفة بالدين التي تقوم بها الجمعية.. ولكن من يكترث؟!
الارشيف

Back to Top