حصان طروادة
كتب الصديق حامد الحمود مقالاً في القبس يوم أمس انتقد فيه موقفي من الإخوان، وقال إنني لم أكن موفقاً فيه. ويعترف الصديق حامد، بتردد، بأن الإخوان «ارتكبوا» أخطاء في ممارستهم العمل السياسي في الكويت، ولعبوا دوراً «مهيمناً» في مؤسسات ووزارات وجمعيات أدى إلى تراجعها وتخلفها، لكنه يستدرك قائلاً إنهم يبقون كتلة اجتماعية وسياسية في المجتمع الكويتي. وهذا كلام غريب ما كان يجب أن يصدر عن قارئ جاد مثله. فمقارنة الإخوان بغيرهم من الأحزاب والكتل السياسية التقليدية ليست بالمقارنة الصحيحة، ولا بالناضجة، وتشكو من خلل ما كان يجب الوقوع فيه، مع افتراض حسن النية. فحزب الإخوان ليس كتلة سياسية في المجتمع، بل جسم سرطاني يتطلب الأمر اقتلاعه. فأدبياتهم، إن صحت الكلمة أصلاً، تصب جميعها في كون الجماعة من محتكري الحقيقة، ومن لا ينتمي لهم فهو خارج عن الملة ويحق عزله، وحتى تصفيته.
إن ما يدعو إليه الأخ حامد من ضرورة قبول الإخوان، وكونهم جزءاً من العملية السياسية وواقعاً اجتماعياً، سبق أن دعا إلى ما يماثله البعض في روسيا القيصرية وألمانيا ما قبل النازية، لكن ما ان تسلم هؤلاء الحكم، حتى كان الذين دعوا لاعتبارهم «كتلة سياسية واجتماعية»، أول ضحاياهم. وبالتالي يصبح ما تمناه من ازدهار الوعي المتحرر المنفتح بين الشباب والمجتمع ككل، بقبول الإخوان كتيار في العملية الديموقراطية، تمنياً شديد الطوباوية. فالإخوان لم يكونوا يوماً، لا برأيهم، ولا برأيي، ولا برأي أي دارس لتاريخهم، من المؤمنين بالعملية الديموقراطية، فكيف تتساوى مكانة أي سياسي عندهم بمكانة المرشد، الذي يتطلب الأمر الخضوع له ومبايعته على السمع والطاعة، فهل تنظيم كهذا يمكن أن يكون جزءاً من العملية الديموقراطية؟!
وبالتالي فحساسيتي من الإخوان غير مبالغ فيها، فقد شاهدت ما قاموا به في مصر عندما «تولوا» حكمها، وأعرف أساليبهم، وأعرف تاريخهم الدموي ورأيهم فيك وفيَّ شخصي، وفي كل من لا ينتمي لهم، وكان حرياً بك، بدلاً من الرد عليّ، الرد على ما سبق أن كتبه الباحث والأكاديمي المرموق فلاح المديرس في القبس في سبتمبر الماضي، من أن جماعة الإخوان في الكويت تأثرت فكرياً وتنظيمياً بإخوان مصر، وهذا ما ورد في مذكرات عبدالله العلي المطوع المنشورة في جريدة الحركة، 13 فبراير 2006. وهي تدعو، منذ إنشائها، على لسان مؤسسها حسن البنا إلى محاربة من لا يقبل دعوة الإخوان المسلمين (أكرر: محاربة كل من لا يقبل دعوة الإخوان المسلمين). والقول: «نحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا تسير في استعادة حكم الإسلام، ومجده، وسنعلنها خصومة «لا سلم فيها» ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق!».
ولكي تعرف ما تعنيه كلمة الحرب في بياناتهم، فإن عليك التمعن بشعار الإخوان جيداً!
ويقسّم حسن البنا في «مذكرات الدعوة والداعية» المسلمين إلى قسمين، من ينتمون لجماعة الإخوان، وهم المؤمنون في المجتمع، ومن عداهم لا يسلم من نقص، فأي ديموقراطية تتحدث عنها؟!
كما تمنى الحمود في مقاله إعطاء مبنى لجنة تطبيق الشريعة (غير المأسوف عليها) لتكون مقراً لمجلة العربي. وعلى الرغم من وجاهة المقترح فإن إعطاء المبنى للمجلس الوطني للثقافة والآداب، أفضل بكثير، وهو رد رمزي وشرعي على سابق إعطاء مبنى نادي الاستقلال، بعد وقف نشاطه، لجمعية المعاقين.
أما سخرية الصديق مما ذكرته في مقالي السابق عن رفضي لقيام «الجمعية» بترتيب رحلات عمرة وزيارة للمدينة، لأولاد صغار، لكونها نوعاً من الأنشطة السياسية المغلفة بالدين، ووصفه لموقفي بالغريب، فهذا حقاً غريب منه ألا يرى الجانب الأيديولوجي للموضوع! فهذا حزب ديني وليس جمعية كشفية، والتغرير بهؤلاء الصغار، وتخريب عقولهم، وشحنهم بأفكار معادية لمن لا ينتمي للإخوان سيكون هو الهدف في نهاية المطاف، وليس الزيارة بحد ذاتها، بالتالي تستحق التحذير منها.
وأختم بالقول إنني لو كنت أحد مسؤولي ذراع الجماعة في الكويت لما ترددت في منحك العضوية الفخرية فيها!
فيا صديقي لأي فريق تريد أن تنتمي؟ ألم يحن الوقت لتحدد موقفك؟!.
إن ما يدعو إليه الأخ حامد من ضرورة قبول الإخوان، وكونهم جزءاً من العملية السياسية وواقعاً اجتماعياً، سبق أن دعا إلى ما يماثله البعض في روسيا القيصرية وألمانيا ما قبل النازية، لكن ما ان تسلم هؤلاء الحكم، حتى كان الذين دعوا لاعتبارهم «كتلة سياسية واجتماعية»، أول ضحاياهم. وبالتالي يصبح ما تمناه من ازدهار الوعي المتحرر المنفتح بين الشباب والمجتمع ككل، بقبول الإخوان كتيار في العملية الديموقراطية، تمنياً شديد الطوباوية. فالإخوان لم يكونوا يوماً، لا برأيهم، ولا برأيي، ولا برأي أي دارس لتاريخهم، من المؤمنين بالعملية الديموقراطية، فكيف تتساوى مكانة أي سياسي عندهم بمكانة المرشد، الذي يتطلب الأمر الخضوع له ومبايعته على السمع والطاعة، فهل تنظيم كهذا يمكن أن يكون جزءاً من العملية الديموقراطية؟!
وبالتالي فحساسيتي من الإخوان غير مبالغ فيها، فقد شاهدت ما قاموا به في مصر عندما «تولوا» حكمها، وأعرف أساليبهم، وأعرف تاريخهم الدموي ورأيهم فيك وفيَّ شخصي، وفي كل من لا ينتمي لهم، وكان حرياً بك، بدلاً من الرد عليّ، الرد على ما سبق أن كتبه الباحث والأكاديمي المرموق فلاح المديرس في القبس في سبتمبر الماضي، من أن جماعة الإخوان في الكويت تأثرت فكرياً وتنظيمياً بإخوان مصر، وهذا ما ورد في مذكرات عبدالله العلي المطوع المنشورة في جريدة الحركة، 13 فبراير 2006. وهي تدعو، منذ إنشائها، على لسان مؤسسها حسن البنا إلى محاربة من لا يقبل دعوة الإخوان المسلمين (أكرر: محاربة كل من لا يقبل دعوة الإخوان المسلمين). والقول: «نحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا تسير في استعادة حكم الإسلام، ومجده، وسنعلنها خصومة «لا سلم فيها» ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق!».
ولكي تعرف ما تعنيه كلمة الحرب في بياناتهم، فإن عليك التمعن بشعار الإخوان جيداً!
ويقسّم حسن البنا في «مذكرات الدعوة والداعية» المسلمين إلى قسمين، من ينتمون لجماعة الإخوان، وهم المؤمنون في المجتمع، ومن عداهم لا يسلم من نقص، فأي ديموقراطية تتحدث عنها؟!
كما تمنى الحمود في مقاله إعطاء مبنى لجنة تطبيق الشريعة (غير المأسوف عليها) لتكون مقراً لمجلة العربي. وعلى الرغم من وجاهة المقترح فإن إعطاء المبنى للمجلس الوطني للثقافة والآداب، أفضل بكثير، وهو رد رمزي وشرعي على سابق إعطاء مبنى نادي الاستقلال، بعد وقف نشاطه، لجمعية المعاقين.
أما سخرية الصديق مما ذكرته في مقالي السابق عن رفضي لقيام «الجمعية» بترتيب رحلات عمرة وزيارة للمدينة، لأولاد صغار، لكونها نوعاً من الأنشطة السياسية المغلفة بالدين، ووصفه لموقفي بالغريب، فهذا حقاً غريب منه ألا يرى الجانب الأيديولوجي للموضوع! فهذا حزب ديني وليس جمعية كشفية، والتغرير بهؤلاء الصغار، وتخريب عقولهم، وشحنهم بأفكار معادية لمن لا ينتمي للإخوان سيكون هو الهدف في نهاية المطاف، وليس الزيارة بحد ذاتها، بالتالي تستحق التحذير منها.
وأختم بالقول إنني لو كنت أحد مسؤولي ذراع الجماعة في الكويت لما ترددت في منحك العضوية الفخرية فيها!
فيا صديقي لأي فريق تريد أن تنتمي؟ ألم يحن الوقت لتحدد موقفك؟!.