الوكيل الصامت
نتقدم لجناب وكيل وزارة المواصلات المساعد لشؤون البريد، بالتهنئة بمناسبة قرب حلول العيد المئوي لبدء الخدمة البريدية في الكويت، ووصولها في عهده لمستوى متدن لم تبلغه من قبل، على الرغم من الألفي موظف العاملين معه.
لقد انتشر استخدام الإنترنت والفاكس والواتس اب، وقضى تقريبا على الخدمة البريدية، ولكن وجود كل هذه الوسائل لا يعني أن الكل مجبر على استخدامها، أو تتوافر لديه، كما أن تكلفة إرسال الطرود عن طريق شركات البريد السريع courier service مكلفة للكثيرين مقارنة بالحكومية، وبالتالي من المؤلم حقا أن نرى عشرات آلاف الرسائل لا تصل لأصحابها، والطرود تضيع، أو تسرق، أو في أحسن الأحيان يتأخر وصولها كثيرا.
إن أداء هذه الخدمة المهمة والبسيطة لا يزال ضروريا للكثيرين، ومؤسف ملاحظة أن الكويت معرضة حاليا للطرد من الاتحاد البريدي بسبب تكرار الشكاوى المحلية والدولية بحقها، وهذا سيشكل نقطة سوداء في حقنا.
لقد سبق أن قامت القبس قبل فترة بالبحث عن سبب هذا الخلل الكبير في هذا القطاع، ومحاولة تحديد أوجه القصور فيه، فتبين أن التخطيط الاستراتيجي غائب، وهناك واسطة ومحسوبية، وسوء توزيع لموظفي البريد على المراكز، فبعضها يشكو القلة وأخرى تشكو من التخمة، مع غياب الرقابة والتدقيق واستمرار قيام بعض قياديي الوزارة بإصدار قرارات النقل في هذا القطاع من دون تنسيق أو تخطيط. كما لاحظت القبس افتقاد البريد للأنظمة الرقمية التي تساعد في استخراج المعلومات بسرعة كبيرة، ويعتبر هذا سمة جميع المراكز، وأحد أهم أسباب تدني خدمات البريد، حيث لا نزال، في الألفية الثالثة، نقوم بتسجيل البريد والطرود الصادرة والواردة يدوياً وبطريقة بدائية. كما أن عدم وضع إدارة لنظم المعلومات في البريد هو أحد أسباب الفشل وتدني مستوى الخدمة. كما يفتقد القطاع نظام تتبع شحنات البريد tracking لمعرفة أين توجد الرسالة أو الطرد، وفي أي مكتب. فقد تبين أن حركة تتبع الطرود من دول عدة تبدو معروفة وواضحة، وما ان تصل الرسالة إلى الكويت حتى تختفي من على شاشة الكمبيوتر، وكأن شخصا ما قام بإتلافها. كما أن مسؤولي الحركة البريدية يرفضون تقديم خدمة التتبع بكل مكتب، والسبب هو التعذر بمبدأ السرية والخصوصية، ويتناسون مبدأ التأخير وضياع الشحنات وحقوق المواطنين والمقيمين.
والسؤال: أين وكيل البريد من كل هذا الإهمال، ولم لا يتخذ الوزير إجراء بحقه، إن كان هو سبب الخراب، والتقصير؟
واين صفاء الهاشم لا تسأل وزير المواصلات عن سبب عدم قدرته على جذب الشباب الكويتي العاطل عن القيام بأداء هذا العمل السهل نسبيا، بدلا من الاكتفاء بنشر التصريحات العنصرية وتأليب دول العالم علينا، وخلق تصور بأننا جميعا عنصريون متعالون مثلها.
أحمد الصراف