الدجل والخداع في ما يردنا
من المهم التحذير بين الفترة والأخرى من كل هذا الكم من الأخبار والمعلومات والفيديوهات التي تنهمر علينا كل يوم عن طريق الواتساب، وتأثيره السلبي على الكثيرين، متعلمين أو أنصافهم، ولا استثني نفسي طبعا، خاصة بعد أن أصبح تعلق الغالبية بالواتساب أمرا مقلقا مع زيادة المواد وزيادة الغش، والكم الكبير من النصائح والحكم والأحاديث المنسوبة لرموز دينية لا علاقة لهم بها، ولكن الغالبية تميل لتصديقها. كما اصبح الوضع أكثر إثارة للقلق مع تعدد وتشعب مواضيع ولغات الكثير من هذه الرسائل المصاغة بلغة وطريقة محترفة يقصد بها تخريب العقول، فهي حرب معلومات ومخابرات ليس لها أول ولا آخر، فهذا الطرف يريد تزيين عقيدته لك، وآخر يحاول تحطيم ثقتك بما تعتقد به والترويج لفكر مخالف، وهكذا، وآخر بيعه منتجه السيئ. كما أصبح علاج الكثير من الأمراض، وخاصة المستعصية منها، ساحة لكل جاهل أفاق، أو مدع معرفة محتال. وأصبح الإنترنت مجال كل اتحاد أو كارتل يروج لمنتجاته الطبية أو الغذائية من بيض وشوكولاتة وقهوة وموز وغيرها عبر إرسال نصوص وأفلام تبين مدى ما بمنتجاتهم من فوائد وقيم غذائية عالية مدعمة بأبحاث ودراسات تنسب لجامعات ومراكز علمية، دون ذكر اسم اي منها، وإن ذكرت فغالبا غير صحيحة أو محرفة أو لا وجود لها اصلا، ولسان حال مروجيها يقول دع عشرة أو ألفا أو مليونا يكتشفون الكذبة، فهناك دائما أضعافهم ممن سيصدقونها.
ومن هذه الرسائل تلك التي تدعو الجميع للنوم على الجانب الأيمن مثلا لأن هناك نصا دينيا يحث على ذلك، فالبحث والسؤال بين أن ليس هناك وضع نوم مثالي للجميع، فكل فئة لها وضع نوم يختلف عن الآخر. فهناك وضع للرجال عموما وآخر للنساء وثالث للحوامل ورابع للمصابين بالاسترجاع القسري وخامس للمصاب بعسر الهضم أو آلام الظهر.. وهكذا. فالنوم الصحي لا يعتمد فقط على عدد ساعات اليوم بل وأيضا على وضع النائم. فوضع ما يؤثر على درجة الشخير أو عدمه. كما أن هناك أوضاع نوم تسبب الإصابة بالحرقة، وأوضاع تسبب تكاثر تجاعيد الوجه. كما أن النوم على الظهر قد يكون خطيرا على البعض، حيث يتسبب بانقطاع التنفس إن انزلق اللسان من مكانه، بفعل الجاذبية، إلى أسفل الحلق وأغلق مجرى الهواء فيحدث اختناق، الذي يؤدي أحيانا للوفاة، وبالتالي ينصح من لديهم مثل هذه الأعراض أو التخوفات بالنوم على جنبهم.
وينصح الأطباء الحوامل بالنوم على الجانب الأيسر فهذا يحسن من الدورة الدموية للأم والطفل، كما يقلل الحرقة لدى المصابين بها، ولكن من جانب آخر فإن هذا الوضع يزيد من الضغط على المعدة والرئة، وربما إصابة الذراع بالتنمل خاصة عند وضعها تحت الرأس.
أما النوم على المعدة فعلى الرغم من أنه يساهم في وقف الشخير وعدم التعرض لخطر التوقف عن التنفس فإن الكثيرين لا ينصحون به.
نعيد ونكرر بضرورة أخذ الحذر وعدم تصديق كل ما يردنا على الإنترنت، فقد اصبح التزوير سهلا، مع تطور فن الفوتوشوب photoshop بحيث أصبح بالإمكان مشاهدة شخصية مهمة تلقي خطابا بصوته، ويكون الفيديو مزورا بكامله، صوتا وصورة ومحتوى.

أحمد الصراف
الارشيف

Back to Top