ملاحظات ونقاط اختلاف
1 – نضع الملاحظة الأولى برسم وكيل الوزارة:
في صالة «الحوادث» أو الطوارئ في مستشفى مبارك التي غالباً ما تكون مكتظة بالمرضى والمراجعين، ولا تسعهم غالباً، قامت جمعية خيرية بفتح كشك في وسط الصالة لبيع الأطعمة والمشروبات الساخنة على الرغم من ضيق المكان. تم بناء هذا الكشك الخشبي على حساب مرفق النظافة المهم، حيث يضطر عمال النظافة في المستشفى لحفظ أكياس القمامة، وحتى الخاصة بالمواد الملوثة، وما يتم كنسه من زبالة قبل وضعها في الأكياس، خلف كشك الجمعية، من الداخل والخارج. كما تستعمل المنطقة خلف الكشك لحفظ الكراتين وعربات النقل! والسؤال كيف حصلت الجمعية على ترخيص ذلك الكشك في مثل ذلك المكان الضيق أصلاً؟ وكيف تقبل إدارة مستشفى مبارك بأن يكون ذلك الكشك على حساب منطقة حفظ أكياس الزبالة والمواد الملوثة، وما يتم جمعه من قمامة، وجميع ذلك على مرأى من المراجعين؟ وكيف يمكن قبول هذا المنظر غير الصحي وغير الحضاري واللاأخلاقي في أكثر مستشفيات الدولة ازدحاماً؟ للتأكيد نرفق صورة توضيحية مع المقال.
2 – أصدرت الخطوط البريطانية بياناً حذّرت فيه المسافرين من كتابة عناوينهم على البطاقات المعلّقة بحقائب السفر، بغية الاستدلال عليها عند ضياعها مثلاً. وقالت إن مهربي المخدرات قد يقومون بهذا الأمر ويقومون بدس المخدرات في مثل هذه الحقائب، فإن تم كشفها فسينتهي صاحب أو صاحبة الحقيبة إلى السجن مدى الحياة، وإن مرت محتويات الحقيبة على الجمارك، فسيأتي المهربون لتسلمها من «البيت» أو العنوان المدون على الحقيبة لتسلم بضاعتهم. وطلبت الشركة من المسافرين الاكتفاء بذكر رقم الهاتف أو عنوان البريد الإلكتروني على الكرت، وهذا يكفي للاستدلال على الحقيبة أو اتصال شركة الطيران بصاحبها.
كما حذّرت الشركة المسافرين من ترك بطاقات صعود الطائرة في أي مكان، من دون إتلافها بعد تسلم الحقيبة، فما تتضمنه البطاقة من معلومات شخصية قد يسمح للمجرمين بمعرفة الاسم الكامل للمسافر وسرقة بياناته، ومنها أميال السفر التي يكون قد قام بتجميعها.
3 – يعيش العراق هذه الأيام أوضاعاً أمنية ومعيشية بالغة السوء، وكذا عدد من الدول العربية الأخرى، وبالتالي رأيناها تلعن حاضرها وتحن إلى ماضيها، خصوصاً في الجانب الأمني منه، وتضع اللائمة على خراب أوضاعها على الأنظمة الحاكمة الحالية لدولهم، أو ما تبقى منها!
لا شك في أن موقف الأغلبية من شعوب الدول المقهورة مفهوم ولا تلام عليه، خصوصاً في ظل تواضع ثقافة الأغلبية التي لم تستطع أن تلاحظ أن ما حدث ويحدث في دول مثل العراق وليبيا ليس إلا نتيجة لسنوات الخوف والقهر والدكتاتورية السابقة التي حكمتهما بالحديد والنار، ولست بحاجة لاستعراض طبيعة حكم صدام مثلاً ومدى الخوف والرعب الذي أصاب العراقيين في تلك الفترة المقيتة، ولكن باستطاعتي القول إن نفسية وعقلية الفرد العراقي أصيبتا بالخلل، فالرعب والخوف اللذان أوجدهما صدام قتلا إنسانية الفرد وجعلاه يخشى ابنه وأخاه وزوجته وكل أهله. فقد شوّه حكم صدام حتى التركيبة الاجتماعية من كل جانب، وخرّب التعليم والثقافة والفن والاقتصاد وكل شيء، ولا شك في أن هذا التخريب أثر في نفسية الأجيال التالية، وهذا ما تدفع الشعوب ثمنه الآن.
أحمد الصراف