نظرية عبد المنعم في التخلف
وصلني نص رائع على الإنترنت كتبه عبد المنعم يوسف، فأحببت مشاركة القراء به، مع بعض التصرف والإضافة:
النفاق هو أن تبرر أن الكوارث والمصائب التي هلت علينا هي نتيجة بعدنا عن الله، رغم أننا أكثر الشعوب إيمانا به وقربا له. والنفاق أن ترجع فشلنا لأن نساءنا عاريات رغم أنهن الأكثر تغطية لأجسادهن.
النفاق هو أن تعلم علم اليقين وبالأرقام بأن المجتمعات الأكثر تدينا في العالم هي أيضا الأكثر فسادا في الإدارة والأكثر ارتشاء في القضاء٬ والأكثر كذبا في السياسة، والأكثر هدرا للحقوق، والأكثر تحرشا بالنساء، والأكثر اعتداء على الأطفال، ثم نقول للناس: «إن سبب فساد الأخلاق هو نقص الدين»… فيا للوقاحة.
ليس هناك من نفاق أسوأ ولا أدنى من أن تطالب بتطبيق الشريعة في بلدك ثم تهاجر للعيش في بلد علماني. ليس هناك من نفاق أوقح ولا أقبح من أن تطالب بزيادة المواد الدينية في المنهج المدرسي ثم تسجل أبناءك في إحدى المدارس الأجنبية. وليس هناك من نفاق أصغر ولا أحقر من أن تحرق العلم الأميركي في كل مناسبة أو من دون مناسبة ثم تقف في طابور سفارتها للحصول على تأشيرة زيارتها.
النفاق هو أن تبتهج بوجود مساجد كبرى وفاخرة في قلب نيويورك ولندن وباريس أو تبتهج بمشهد شاب غربي يردد الشهادتين ولو بصعوبة خلف شيخ في مسجد من عواصم الغرب، وتعتبر ذلك انتصارا للإسلام ولا تراه انتصارا لقيم حقوق الإنسان وللحريات الفردية والدينية، بل تقيم الدنيا إذا علمت أن قسا قام بتعميد مسلم واحد ولو داخل الفاتيكان، وتظن ذلك مؤامرة ضدنا جميعا.
النفاق هو ألا تكترث لانتشار الرشوة، ولا للتهرب الضريبي، ولا لفساد تبييض الأموال، والغش في السلع، وفساد مافيات المخدرات والميليشيات الجهادية وتهريب الأسلحة، وبعد ذلك تراه في تنورة قصيرة أو قبلة في لوحة شهيرة.
النفاق هو أن ترى أنجيلا ميركل تسعد شعبها، وتيريزا ماي تتولى رئاسة الحكومة البريطانية، وترى الكثير من السيدات اللواتي يحكمن العالم في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا وشرق آسيا وأفريقيا، وصندوق النقد الدولي ومحكمة العدل الدولية ومعظم منظمات الأمم المتحدة تتولاها سيدات، وتشاهد وزيرات الدفاع في النرويج والسويد وهولندا وألمانيا واسبانيا واليابان٬ ثم تقول ان المرأة لا تصلح للعمل العام.
النفاق هو أن تعتبر كل نساء الأرض عورات، وحبائل الشيطان، وحطب جهنم، إلا أمك فإن الجنة تحت قدميها.
تخلفنا ليس بسبب بعدنا عن الدين، فالأمم الملحدة المتقدمة ليس لديها دين، ولكن تخلفنا لأننا لا نأخذ بأسباب التقدم والتطور. وفشلنا لفسادنا وفساد حكوماتنا ورجعيتنا، لأننا بعيدون عن العلم والعلوم والتعليم٬ وبؤس حالنا يعود إلى أننا نظن أن الله لم يهد سوانا، ولا ندري أنه إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلن ينجو إلا من تعلم السباحة.
أحمد الصراف