لقاءات حرب والعبدالجليل
استمتعت بقراءة اللقاء الأخير، الذي أجرته الزميلة سهام حرب مع الأخ كامل عبدالجليل، المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية. كما استمتعت قبلها باللقاء الآخر مع الصديق المميز محمد السنعوسي، وننتظر من الزميلة حرب المزيد من هذه اللقاءات الجميلة.
ورد في لقاء العبدالجليل أن الأسرة الكويتية متمسكة بعاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة، وتحتاج أحيانا الى من يزيل عنها الغبار! ولا أدري ما الذي يحتاج لإزالة الغبار عنه، هل «الأسرة الكويتية»، أم عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، وهذه جملة مطاطة لا معنى لها، ولا اعتقد أنه تبقى الشيء الكثير من تلك العادات والتقاليد الكويتية، دع عنك العربية الأصيلة منها وغير الأصيلة، إن بقي شيء من هذا القبيل، فالمجتمعات تتطور باستمرار ولا شيء يبقى على حاله.
كما سرني ما ذكره من أن محتويات أو مقتنيات المكتبة زادت مع توليه منصبه من 220 ألف كتاب، إلى نصف مليون، ولكن عليه أن يتذكر أن هذا ما يشتريه المال، وليس الجهد، فملء الرفوف ليس بالعملية الصعبة. كما سرني قوله إن العمل في المكتبة تطور من خلال تحويل تسجيل الكتب من رقمي إلى إلكتروني، وحفظ كل المقتنيات النادرة والثمينة التي تبرز وجه الكويت المشرق، إلكترونيا، وجعلها متاحة على شبكة الإنترنت قريبا، وغير ذلك من إنجازات.
لقد قمت شخصياً بزيارة المكتبة أكثر من مرة، إما لحضور فعالية أو نشاط أو للاطلاع على مقتنياتها النادرة بالفعل، والمحفوظة والمعروضة بطريقة حضارية جميلة، وأنصح المقيم والمواطن بزيارتها. وكنت ألاحظ في كل زيارة ندرة زائري المكتبة، بعد ان اصبحت القراءة الكلاسيكية وزيارة المكتبات شيئاً من الماضي. وبالتالي من الضروري قيام مديرها العام بالاستفادة القصوى من التسهيلات المتوافرة تحت يده، وخلق نشاط أسبوعي للاستماع للمحاضرات، وهناك الكثيرون الذين على استعداد للمشاركة في إلقائها. كما تجب زيادة عروض المكتبة الفنية، العلمية والثقافية التعليمية، وبهذا نزيد من رواد المكتبة، بصورة عرضية وغير مباشرة، ونوسع من دائرة المعرفة، ونستفيد بطريقة أفضل من إمكانات وموارد المكتبة. فمن المؤسف أن تبقى الثروات الضخمة التي تضمها من دون فائدة كبيرة. أقول ذلك مع علمي بوجود بعض الفعاليات، ولكنها قليلة، ولا يعلن عنها بطريقة مكثفة.
أحمد الصراف