المطار والأخلاق والمستشفى
أرسلت تغريدة، قلت فيها لمسؤولي وزارة الصحة و«الخطوط الكويتية» و«التعليم العالي» آراؤهم التي نحترمها. ولكن ما أؤمن به عن قناعة وتجربة تتجاوز نصف القرن أن ليس هناك كويتي واحد لديه الكفاءة والقدرة والخبرة لأن يكون الرئيس التنفيذي ceo لمستشفى جابر، أو لـ«الكويتية» أو لجامعة صباح السالم. وأضيف هنا إلى التغريدة «المطار الدولي»! فإدارة المطار، بوضعه الحالي، الذي يبلغ %10 من حجم ما سيصبح عليه بعد أقل من سنتين، أثبتت المرة تلو الأخرى عجزها عن مواجهة التحديات حتى خارج أوقات الذروة، وما تتطلبه إدارة المطار من علم وفن وقدرة وحضور، وكلها أمور لا تحل بالبخور والبشوت، ولا بالحضور في الثامنة صباحا والانصراف في الثانية ظهرا، فهذه لا تحل مشاكل المطار المستعصية، والتي ستتزايد مع الأيام.
تم تشغيل مبنى t4 المخصّص لرحلات «الكويتية» قبل أكثر من شهرين، وحتى هذه اللحظة لا توجد وسيلة تواصل معتمدة بين مبنيي المطار، ولا تنسيق فعليا بينهما، دع عنك عشرات الأمور الشديدة الأهمية الأخرى، والوضع في تفاقم في ظل إدارة تؤمن، في نهاية المطاف، ان عليها أداء وظيفتها بطريقة تقليدية.
أخبرني صديق أنه وصل الى الكويت على «الكويتية» قبل أربعة أيام من إسطنبول، وكانت الساعة تشير الى السابعة مساء، وكان يفترض وقوف الطائرة أمام بوابات المبنى القديم، ولكن جاءت التعليمات، بعد تأخير نصف ساعة، لقائد الطائرة للاتجاه نحو مبنى t4. وهنا قام الركاب بإبلاغ مستقبليهم بالاتجاه نحو المبنى الجديد، ولك أن تتخيّل حجم الفوضى والمعاناة.
بعد انتظار نصف ساعة أخرى في الطائرة، تم إبلاغ الركاب أنه سيتم نقلهم بحافلات للمبنى القديم، فقام الركاب بالطلب من مستقبليهم العودة الى المبنى القديم.. وهنا كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة و45 دقيقة، أي ان الركاب بقوا في الطائرة لأكثر من مئة دقيقة من دون سبب وجيه، وكان بينهم عدد من المرضى، الذين تعذّبوا كثيرا في المركبات التي خُصصت لنقلهم الى المبنى القديم.
والسؤال: من المسؤول عن هذا التخبّط وتشويه سمعة «الكويتية»، التي لا ذنب لها في هذه المسألة؟ ومن المسؤول عن بقاء المرضى على كراسيهم المتحركة في الحافلة لأكثر من نصف ساعة؟
وإذا كان وضع إدارة المطار بهذا السوء ومطارنا بهذا الحجم البسيط فما الذي سيصبح الوضع عليه في المطار الجديد؟
نعود للتغريدة، ونقول إن البعض اعترضوا على ما ذكرت، وقالوا إن الكويت ممتلئة بالخبرات الكبيرة، والواسطات تمنع ظهورهم، فطلبت من المعترضين إبلاغي باسم خبرة كويتية، ولو واحدة، ولا أزال منذ يومين بالانتظار. وأنا هنا أكتب من واقع خبرتي، مع الاحترام للجميع، ولا أدعي أنني أمتلك الحقيقة.
ملاحظة: قام مستشفى في الهند بتحصيل مبلغ 50 روبية عن كل زائر لمريض، وخصم ما يتم تحصيله من فاتورة المريض نفسه، وكانت النتيجة ان الزوّار أصبحوا أقل بكثير من قبل، وأصبح لدى المرضى وقت راحة أطول، وقل الضغط الإداري والأمني على إدارة المستشفى واختفت الضوضاء تقريبا، وتوافر كثير من مواقف السيارات. ولو طُبّق هذا الإجراء في الكويت لأصبح المرضى من الأثرياء.
***
«لندسي غالاواي» الذي ورد ذكره في مقال الأمس هو في الحقيقة سيدة جميلة وصحافية نشطة في الـ «بي بي سي» أيضا، فالمعذرة على الخطأ.