أنا والبيتكوين (2 – 2)
تأسّست سوق البيتكوين عام 2010 وأول تعامل حقيقي باستخدامها حدث عندما تم دفع 10000 بيتكوين مقابل بيتزا، وكان هال فيني من أوائل المؤيّدين المساهمين والمتعاملين بها، حيث قام بتحميل برمجيات موقع البيتكوين في نفس اليوم، بعد أن تلقى 10 عملات من «ناكاموتو». كما كان «وي داي»، منشئ الموقع التالي بعد بيتكوين b-money من النشطاء، وتبعهم الغير.. ويقال ان ناكاموتو كان يمتلك مليون بيتكوين، قبل أن يختفي، ويسلّم المقاليد إلى المطور الحالي غافن أندرسن، الذي أصبح بعد ذلك الشخص الرائد في المؤسسة. ويقول القائمون على البيتكوين إن الهدف من هذه العملة هو تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها الويب أساليب النشر.
تُعتبر البيتكوين عُملة معمّاة أو cryptocurrency ويُقصد بذلك أنها تعتمد بشكل أساسي على مبادئ التشفير في جميع جوانبها، ومن يود التعامل بها فعليه فتح محفظة بيتكوين على الإنترنت. والانتظار لفترة أيام للموافقة على طلبه، ومن بعدها بإمكانه شراء البيتكوين من أي حساب على الإنترنت بطريقة شرعية، اي يدفع دولارات أو دنانير ويحصل على عدد من وحدات العملة التي تودع في محفظته الإلكترونية، ليقوم بعدها بالتصرّف في رصيده في شراء ما يرغب، وقد يكون مواد ممنوعة، تسلم له بطريقة ما، وهنا لا يمكن لأي طرف، إلى حد كبير، معرفة طرفي العملية. كما ان أجهزة شرطة الجرائم الإلكترونية لم تبلغ بعد درجة عالية من التقدم لمعرفة كيف يمكن منع التعامل بمثل هذه العملات، أو أطرافها.
لضمان صحّة عمليات التحويل، يقوم نظام البيتكوين بالاحتفاظ بسجل حسابات تُسجل فيه جميع الإجراءات التي تتم على الشبكة يُطلق عليه اسم سلسلة الكُتل block chain تتشارك جميع العُقد المتواجدة على شبكة البيتكوين هذا السجل عبر نظام يعتمد على بروتوكول بِتكُيِن.
تحتوي سلسلة الكُتل على جميع الإجراءات التي تمت باستخدام بِتكُيِن، وهو ما يُمكن من معرفة الرصيد الذي يملكه كل عنوان على هذه الشبكة، ويُطلق على هذا المفهوم وصف السلسلة للترابط المتواجد ما بين الكُتل، حيث تحتوي كل كُتلة على هاش الكُتلة التي تسبقها ويتواصل الأمر إلى غاية الوصول إلى الكُتلة الأولى التي يُطلق عليها اسم «كتلة التكوين» genesis block والتي تجعل من مهمة تغيير أي كُتلة بعد مرور مُدة مُعينة على إنشائها صعبة جدا، حيث ان تغيير أي كُتلة يتطلب تغيير جميع الكُتل التي تليها.
حاليا لا يملك مالكو عملات بيتكوين خيارات كثيرة لإنفاق أموالهم من خلالها، وهو ما يدفع ببعضهم لاستبدالها بعملات تقليدية، يتم ذلك عادة عبر منصّات خاصة بذلك حيث يستبدل البيتكوين مع آخرين. وفي حال رغبت الحكومات في معرفة هويات أصحاب بعض الحسابات فما عليها سوى أن تقوم بتقنين عمليات التحويل بدل منعها، حيث سيصبح بالإمكان معرفة اسم صاحب كل حساب بُمجرد رغبته في استبدال ما بحوزته مقابل عملات تقليدية، وهو ما يُمثل نقطة انطلاق لتتبع الأموال المسروقة.
من منظور المنقبين فإن سعر البيتكوين الحالي أقل بكثير مما يجب أن يكون عليه، ولهذا لا رغبة لديهم في بيع ما بحوزتهم بأسعار مُنخفضة لأنهم قد استخدموا كميات هائلة من الكهرباء لإنتاجها، إضافة إلى ما استثمروه في عتاد خاص للقيام بذلك. الوضع سيزداد سوءا بالنسبة إليهم ما لم ينخفض عدد المُنقبين بشكل مُعتبر، حيث ان عدد العُملات التي سيتم إنتاجها سينخفض إلى النصف كل 4 سنوات. في المقابل، تم إنتاج كميات كبيرة من البيتكوينات بشكل رخيص جدا في البدايات لما كان عدد المُنقبين قليلا ولما كان عامل «الصعوبة» hardness منخفضا جدا.
تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بعملة بيتكوين، وعللت ذلك بأنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بها.
ويرى البعض أن الاعتراف الرسمي يحمل جانبا إيجابيا، في حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها، وهذا يتعارض مع ميزة عدم خضوعها لأي جهة.