غيروا الأفكار.. غيروا الأفعال.. يا وزارة الإعلام

ترد على بال الإنسان في اليوم الواحد عشرات آلاف الأفكار، وكل فكرة منها تثير لديه شعوراً خاصا، لذلك فما نشعر به هو في الحقيقة ما نفكر فيه. فإن كان العقل يخلق أفكارا نقية وإيجابية فحتماً سنشعر بالرضا عن أنفسنا ومحيطنا، وهذه هي السعادة.
أما إذا خلق عقلنا أفكارا سلبية أو أفكارا ضائعة وهدامة، فإننا سنشعر حينها بالغضب والتوتر أو الرغبة في التسبب بأذى الآخرين. وكثيراً ما نعتقد أن حالتنا الذهنية تعتمد على المواقف من سلوكيات الآخرين، وهذا غير صحيح، فبالرغم من أن هذه المواقف والسلوكيات تضعنا في تحديات حياتية مستمرة، فإن الآخرين ليسو دوما معنا، ولكنهم مجرد محفزين فقط لردود أفعالنا تجاههم، وهذه نتيجة أفكارنا نحوهم.
ويجب أن ندرك أن أفكارنا وكلامنا وسلوكنا هي في نهاية الأمر نتيجة اختياراتنا، فالعقل يخلق الأفكار استناداً إلى المعلومات التي نغذيه بها، فنحن في الحقيقة «ما نقرأه وما نشاهده، وما نستمع له». ولكي نُفعّل عمل العقل ونغذيه بالإيجابي من الأفكار علينا اتباع الخطوات البسيطة التالية:
1 – تجنب قراءة الصحف أو مشاهدة القنوات الإخبارية أو فتح الواتس أب كأول عمل نقوم به بعد الاستيقاظ من النوم صباحا. وبدلاً من ذلك علينا أن نقضي ما لا يقل عن 20 دقيقة في قراءة رسائل نقية ومسالمة.
2 – أن نختار نقطة إيجابية واحدة مما نقرأ في الصباح ونركز عليها، وتعويد أنفسنا على ذلك كل يوم، وان نتوقف عن القيام بأي شيء لمدة دقيقة مثلا، وتكرار ذلك مع التفكير في الأمور الإيجابية والجميلة، وهذا يكون نوعا من التأمل.
3 – حذف الرسائل السلبية التي تتضمن القيل والقال والإشاعات السلبية، والتي تتضمن تحيزا أو انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجاهلها تماما.
4 – عدم متابعة أو مشاهدة الأخبار والبرامج اليومية الهابطة أو قراءة الصحف التي تحتوي على أخبار سيئة، خاصة قبل النوم. وأن نقوم بدلا من ذلك بالبقاء في حالة صمت، منفردين بأنفسنا لعشر دقائق قبل النوم لاستيعاب الأحداث والمواقف والمعلومات الإيجابية التي مرت علينا في يومنا، فهذا من شأنه أن يهدئ العقل ويساعدنا في التمتع بنوم جيد.
كانت الفقرات أعلاه جزءا من محاضرة كانت ستلقيها سيدة هندية تزور الكويت بدعوة من مركز يدعو الى السلام النفسي والبعد عن المشاكل والقضايا الخلافية والتآخي. وجرى ترتيب لقائها من المعجبين بها من خلال حجوزات عن طريق الإيميل، وشارك المئات في الحجز. وفي اليوم السابق لإلقاء المحاضرة في أحد الفنادق، قام شخص ببث تغريدة مطالبا وزارتي الإعلام والداخلية بالتدخل وإلغاء المحاضرة لأن من ستلقيها ‏هندوسية من مروجي الطاقة تتجول في الكويت لنشر خرافاتها!
واستجابت الجهات المعنية للتغريدة، ربما بكل سرور، وتم إلغاء المحاضرة.
وهنا قام صديق بدعوة السيدة الهندية الى بيته للاستماع لمحاضرتها، وكانت بالفعل قمة في الخلق والإنسانية والبعد عن اي تحزب عقائدي.
مؤسف أن تتصرف أجهزة الدولة بهذه الطريقة غير الحضارية، وتمنع محاضرة لا تتضمن أي أمور خلافية كالجنس أو الدين أو السياسة، وتقوم في الوقت نفسه بفتح جيوبها العميقة وأذرعها الطويلة ومرافقها الرحبة لعشرات الدعاة القادمين من بعض الدول العربية والإسلامية لإلقاء محاضراتهم الخلافية وبث الفرقة بين أطياف المجتمع.. عجبي؟!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top