شانتال الشوفال، بقلم أحمد الصراف
اتصلت بي شانتال قبل ايام تدعوني للمشاركة في حوار مع قناة تلفزيون محلية، وقد اعتذرت لها بلباقة عن عدم قبول الدعوة، وبحجة أن قبولي سيحرجني مع من سبقها من زملائها في دعوتي للمشاركة في البرامج الحوارية للقناة نفسها، والذي سبق ان رفضت كريم دعواتهم من منطلق قناعاتي الخاصة. وقد تفهمت شانتال الأمر، ولكن ما لم تعرفه هو أنها اوحت لي بفكرة هذا المقال، حيث ذكرتني بحادثة طريفة حدثت قبل نصف قرن تقريبا. ففي منتصف ستينات القرن الماضي قام المصرف الذي كنت أعمل فيه، بإرسالي لتلقي دورة تدريب في مصرف بريطاني في لندن، ولكي أحسن من لغتي الإنكليزية. وهناك التقيت بـ«شانتال»، واعتقدت حينها أنني التقيت بفتاة أحلامي، فقد كانت سويسرية فرنسية جميلة، متعددة الثقافات واللغات، ذات عينين خضراوين وابتسامة ساحرة وشعر اشقر طويل وقامة ممشوقة، بحيث مثلت لي قمة الجمال البشري، واظن أنني اتصلت يومها بوالدتي وأخبرتها بتعلقي بها، بشانتال طبعا! وكنت حينها قد أنهيت دراسة الفرنسية لعامين، في المدرسة الثانوية التجارية، وقبل التحاقي بالعمل في البنك، وهذه نقطة غاية في الأهمية!
كنت في محاضرات المصرف البريطاني، وأثناء ساعات التدريب والعمل المصرفي أجلس بجانب شانتال. كما كنا نتناول طعام الغداء معا، وبعد اسبوع من تعرفي عليها قررت دعوتها للعشاء، او date ، ولكن الأمر كان يتطلب شجاعة لم أكن أمتلكها، خصوصا انه تقرر نقلي إلى إدارة اخرى، مما يعني لقاءات اقل مع شانتال، وحيث انني كنت مصرا على تعميق علاقتي بها، فبالتالي حزمت امري ودعوتها للعشاء! وهنا نظرت إلي وقالت انها تعتذر عن قبول دعوتي، لأنني سببت لها، على مدى اسبوع، حرجا، وعرضتها لسخرية زميل لها، لأنني كنت اصر على مناداتها طوال الوقت بـ«شوفال»، بدلا من «شانتال»، وشوفال بالفرنسية، التي درستها لسنتين في المدرسة الحكومية، تعني {حصان}!