الاحتفال بالاختلاف المبهج

تبين من إحصائية طريفة النتائج الحقيقية التالية، مع افتراض أن سكان الكرة الأرضية يبلغون 100 فرد فقط: سنجد أولاً أن نصف العدد إناث والنصف الآخر ذكور. وسنجد أن 25 شخصاً منهم، أو %25 تتراوح أعمارهم بين دقائق و14 سنة. و%66 أعمارهم بين 15 و64 عاماً، و9% فوق الـ65. كما يعيش %60 من سكان الأرض في قارة آسيا، و%16 في أفريقيا و%10 في أوروبا، و%9 في أميركا الجنوبية، و5% في أميركا الشمالية. كما سنجد أن %31 يدينون بالمسيحية، و%23 بالإسلام، و%16 غير محددي الديانة، أو كفرة! وسنجد %15 يدينون بالهندوسية، و%7 بالبوذية، و%8 يتبعون ديانات أخرى. أما لغوياً فإن %12 منهم يتحدثون الصينية، و%6 الأسبانية، و%5 الإنكليزية، و%4 الهندية، و%3 العربية، و%3 البنغالية، و%3 البرتغالية، و%2 الروسية، و%2 اليابانية.. أما الستون في المئة الباقية فإنهم يتحدثون بآلاف اللغات الأخرى. كما سنجد أن %86 منهم متعلمون، و%14 أميون، %7 يحملون شهادات جامعية. أما عن مستوى المعيشة فـ%91 لديهم مياه شرب، وهناك %11 ينامون جوعى، و%11 يعيشون على دخل يقل عن دولارين يومياً، و%82 من سكان الأرض لديهم كهرباء، ولكن %65 لديهم هواتف نقالة..! الجيد في هذه الدراسة أنها لم تتطرق لدور أو مساهمة كل مجموعة في الناتج الصناعي، الفني، الطبي والاقتصادي لبقية المجموعات، وبالتالي حفظ لنا هذا شيئاً مما تبقى من ماء الوجه والكرامة. ونرى من كل ذلك أن العالم غني بألوانه وطعامه ولغاته وأشكاله وأغانيه وطقوسه وعاداته وملابسه ودياناته ومعتقداته وميوله، وكل هذا يبين سر جمال الكون، وليس قبحه، كما يعتقد البعض منا، وكيف أن علينا تغيير الآخرين وتبديلهم ليصبحوا مثلنا تماماً، لغة وعقيدة وتفكيراً وطعاماً! فمن نحن لكي نعتقد أننا الأفضل في لغتنا والأجمل بمعتقداتنا والأكمل في عاداتنا وتقاليدنا، والأرقى في سلوكنا والأكثر وسامة في أشكالنا؟!. لو كان سكان العالم يميلون إلى الطعام نفسه، ويرتدون الملابس نفسها ولديهم الأذواق نفسها لأصبحت المعيشة على هذا الكويكب مملة ومصدر سئم، وبالتالي علينا الاحتفال بهذا التنوُّع والقبول بهذا الاختلاف، والتمتع بهذا التعدد العرقي والثقافي، والسعي للتعرف إلى شعوب الأرض، والتعايش معهم، فليس هناك من هو أفضل وأجمل وأكثر ذكاء من غيره، فكلنا لنا مميزاتنا وعيوبنا ونقاط قوتنا وضعفنا، وبالتالي فإن مكانتنا بين الأمم تتحدد بما نقدمه من خدمات ومواد وإبداعات لأنفسنا وللغير.. فخير من في الأرض الأكثر خيراً وكرماً لغيره ومع نفسه، والأكثر محبة ورحمة بنفسه

وبالآخرين.

.*** 

نبارك لسفير الكويت في كوبا، سعادة محمد خلف، نيله وسام السعفات الأكاديمية برتبة فارس نظير إسهاماته

الثقافية. أحمد الصراف. 



الارشيف

Back to Top