فارعة.. التي زادت عليهم شموخاً
هذا المقال ليس دفاعاً عن السيدة فارعة السقاف، مؤسِّسة «لوياك»؛ فهي وفريقها قادرون على الدفاع عن أنفسهم، لكنّي معنيٌّ هنا بآلاف الشباب والشابات الذين تعلموا الكثير منها ومن فكرة «لوياك»، وعشرات الآلاف غيرهم الذين ينتظرون دورهم لتعلم مبادئ «لوياك» التي أبعدتهم جميعاً عن التطرف وعن خبيث الأعمال، وعن أن يكونوا أدواتٍ طيّعةً في يد من يعادون فارعة و«لوياك»، ومن يديرونها ويعملون بها. هذا هو لب الصراع بين محبي «لوياك» وفارعة وبين خصومها، أي الصراع على عقول وقلوب الناشئة، ففريق «لوياك» يود جذبهم إلى المحبة ولخدمة أنفسهم ومجتمعاتهم والإنسانية، وتعليمهم مكارم الأخلاق ومساعدة الغير، وغرس فضائل التطوع والإيثار في نفوسهم، وليس في هذا أي مبالغة، ومناوئو «لوياك» من خفافيش الظلام غير المباركة يودون جر هؤلاء الشباب والشابات نحو أفكار «داعش» وخراب الأسر والموت في سبيل قضايا وهمية، ودفعهم إلى الجهاد من أجل أن تمتلئ جيوبهم بالمال الحرام. «لوياك» هي الحرية، هي النقاء، وكل حركة معادية لها تعني التخلُّف، والعودة إلى الوراء والانغلاق، وكراهية الغير. وما تقوم به «لوياك» من أجل الكويت وشبابها لا يقدّر بثمن ولا يكلف الدولة شيئا تقريبا، مقارنة بما تصرفه الحكومة على أنشطة شبابية مماثلة، خاصة أن أنشطتها ومساعداتها تمتد من خلال مقارها في اليمن ومصر والأردن، ولبنان. وقوفنا مع «لوياك» أمر واجب، ليس من اجل سواد عيون فارعة، ولا من أجل أوان عيون بقية من يعملون معها من سيدات رائعات فاضلات لا يتقاضين فلساً مقابل أعمالهن التطوعية الجميلة بالفعل، بل نقف معهن ومعهم من أجل الكويت وشبابها وشاباتها، فإن ضاعت «لوياك» فستتلقفهم حتماً أيدي قوى وأحزاب التطرّف وتعيدهم إلى جادة الخراب، ومن هنا تنبع أهمية بقاء «لوياك» حية وقوية، فإن ضاعت ضاع الكثير من شبابنا معها.
أحمد الصراف