هل أنت يساري أم يميني؟

يقول العلم ان من الطبيعي أن ننسى أكثر مع التقدم في العمر، وأن كل شيء مرتبط بالدماغ، فكل حركة نقوم بها لها تأثير على الدماغ. وإن الكثيرين لا يعلمون أن بالإمكان استعادة معلومة ما نسيناها بالطريقة التالية: الضغط بشدة على قبضة اليد اليمنى، وهنا ننشط الجزء الأيسر من الدماغ المسؤول عن معلومات الذاكرة، وعندما نكون مستعدين للإجابة عن السؤال، أو تذكر الأمر الذي نسيناه، نشد على قبضة اليد اليسرى، لننشط الجزء الأيمن من الدماغ المسؤول عن استدعاء المعلومات المطلوبة، وغالباً سنتذكر ما نود تذكره! شاهدت اليوم عن طريق رسالة واتس أب تجربة طريفة تبين مدى اختلاف بعضنا عن بعض كبشر في تحديد أمور بسيطة. ففي سؤال على لون حذاء رياضي بدت لي خلفيته رمادية، وخطوطه خضراء. ولكن عند عرض الحذاء نفسه على آخرين شاهدوا الخلفية بيضاء والخطوط وردية اللون! وهذا اختلف تماماً عما رأيته أو رآه غيري! وتبيّن من الكلام المصاحب للصورة ان الاختلاف في تحديد الألوان أمر طبيعي بين فرد وآخر، ويعود بصورة رئيسية الى أي من جزئي الدماغ سيطرة أكبر علينا. فدماغ كل إنسان ينقسم لقسمين أيسر وأيمن، وكل جزء يسيطر على كامل حركة الجزء المعاكس له من الجسم. كما أن أحدهما غالبا ما يهيمن بصورة أكبر على تصرفات الإنسان من الطرف الآخر، وهذه النظرية تخضع للتدقيق العلمي حالياً، فنحن جميعا في الواقع مزيج من الخصائص من كلا الجانبين. مع غلبة لجهة على أخرى. وبشكل عام فإن أصحاب الجزء الأيسر من الدماغ غالباً ما يكونون منطقيين، يهتمون بالتفاصيل، وتعجبهم الحقائق، وجيدين لغويا، ويبدعون في المواضيع العلمية والرياضية، ويتفهمون ظروف الآخرين، ومرنين أكثر من غيرهم، ويتجنبون المخاطرة، ولديهم قدرة لا بأس بها على حل الألغاز. أما أصحاب الجزء الأيمن من الدماغ فهم أكثر ميلا لاستخدام عواطفهم في الحكم على الآخرين، ويمتلكون دائماً صورة أشمل عن اي موضوع، ولهم قدرة أكبر على التخيل، وقدرة جيدة على فهم واستخدام الإشارات والرموز مقارنة بالكلمات، ويتبعون غالبا حدسهم، وهم عموما طائشون أو متسرعون، ولكن يقدرون ما يقدمه الغير لهم خدمة أو مساعدة، وأكثر تلقائية في التصرف والفكر وأصحاب شخصية أقوى، في الغالب. أما كيف يمكن أن نعرف لأي الجهتين نميل أو أي جهة من الدماغ تسيّرنا أكثر من غيرها، فإن علينا البحث عن اختيارات بسيطة تبين ذلك، وهي موجودة في شكل أسئلة بسيطة على الإنترنت تتعلق بقدراتنا على تذكر اسم الشخص أكثر أم وجهه؟ وقدرتنا على معرفة الوقت التقريبي، دون النظر للساعة، وما نوع ميولنا الرياضية، هل نميل الى الألعاب الفردية أو الألعاب الجماعية؟ ومدى قدرتنا على تذكر أحلامنا بعد أن نستيقظ من النوم؟ وغير ذلك من الأسئلة. وقد أجريت احد تلك الاختبارات، فتبين أنني يميني بنسبة %75 في شخصيتي وميولي وتصرفاتي، ويساري فيما تبقى من ذلك. المهم هنا أن نتذكر أن ما تشاهده من لون أو ألوان لقطعة قماش أو سيارة أو حذاء، هو ليس بالضرورة الألوان نفسها التي يراها غيرنا، وهذا يجب ألا يصدمنا أو يكون سبباً للخلاف والعناد مع الآخرين.

أحمد الصراف 




الارشيف

Back to Top