بقالات «الخيرية»..!

لا شك أن الخلل في التركيبة السكانية يمثل مشكلة تقلق صاحب كل ضمير وفكر حي، خاصة مع غياب أية حلول جذرية. وربما تكون هيئة القوى العاملة الجهة الحكومية الوحيدة التي يقلقها الوضع بحكم اطلاعها على الأرقام الحقيقية وحجم الكارثة، ولكن سلطاتها ليست مطلقة، وهي بحاجة للدعم ولمن يقف معها، فهناك ضغوط كبيرة تتعرض لها ليس فقط لإبقاء الوضع على ما هو عليه، بل ودفعها للموافقة على زيادة الخلل بغية تحقيق فوائد مادية أكبر، تجاريا وعقاريا، ولا يعني كلامنا هنا الاتفاق مع المقترحات غير العملية التي تطالب بها النائب صفاء الهاشم! أقول ذلك بالرغم من أنني كتاجر سأتضرر من خفض عدد السكان، إلا أن المصلحة العامة أهم، خاصة وأن تعديل التركيبة سيكون له مردود مادي وأمني أكبر مستقبلا. فما حاجتنا لكل هذه الأعداد الضخمة من العتالين وعمال النظافة في المطار والجمعيات التعاونية والمدارس والوزارات والأسواق؟ وما حاجتنا الحقيقية مثلا لوجود كل باعة «الآيس كريم» في شوارع المناطق السكنية، مع كل ما يتسببون به من عرقلة للمرور، هذا غير ظروف عملهم غير الإنسانية ولا الصحية، خصوصا صيفا، إضافة إلى تعرض ما يقومون ببيعه للتلف، وغير ذلك من أمور صحية وأمنية واجتماعية؟ وما حاجة البلاد الفعلية لوجود كل هذا الكم المخيف والسخيف من البقالات المتنقلة، وخاصة تلك التي يشاهدها المسافر للسعودية والقادم منها، والتي لا يوجد ما يماثلها في أية دولة تحترم نفسها؟ فغالبية ما يباع في هذه البقالات غير خاضع لشروط البيع والحفظ الصحية. كما ان بعضها تحول لمقاه وتدخين الأرجيلة، وتجمع غير مقبول، هذا غير تراكم القمامة من حولها، خصوصا أن من السهل الاستعاضة عن المئات منها، إن لم يكن إلغاؤها كلها، من خلال تحسين الخدمة في محطات الوقود. إن وجود كل هذه الأعداد الكبيرة من البقالات بعضها قرب بعض يلغي جدواها من الأساس، والفائدة الحقيقية ربما تكمن في المتاجرة بإقامات العاملين على إدارتها، أو الاستفادة من بيع أو تأجير الرخص التجارية لهم، فأصحابها من المواطنين لا يعرفون عنها شيئا. كما أصبح الوضع أخيرا أكثر سوءا مع دخول بعض الجمعيات «الخيرية» على الخط، وحصولها على تراخيص فتح بقالات متنقلة في المناطق التجارية والصناعية، وما اصبحت تشكله من عرقلة للسير، ومنافسة غير شريفة لأصحاب المحال، وغير معروف إن كان العاملون على هذه البقالات لديهم إقامات أو تراخيص صحية. وتصبح المسألة سلطة مع هبوب العواصف الرملية. volume 0% فهل هناك، حقيقة، حاجة لكل هذا العدد الكبير من هذه البقالات الثابتة/ المتنقلة؟

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top