محشومة يا أنوار

أنوار سيدة كويتية وأكاديمية في جامعة الكويت، تحمل أعلى الشهادات، ومهندسة مميزة في مجالها المدني، وتعمل أيضا مساعدة لمدير البرنامج الإنشائي في الجامعة. يشهد على كفاءتها من تعامل معها لساعات، كما حدث معي قبل عام تقريبا، عند زيارتي لتفقد منشآت «جامعة الشدادية». ويشهد كذلك من عمل معها لسنوات، كما حدث مع من ترأسها أو ترأستهم في عملها الدقيق. كما يشهد بتميزها طلبتها، وما أكثرهم في جامعة الكويت. كما شهد لصلابتها من قاموا بتنفيذ مشروع الجامعة، ومهندسو مكتب الإشراف. في لقاء تلفزيوني مع الأستاذة أنوار الإبراهيم، وردا على سؤال المحاور عما ستقوم به لو كان هناك قرار تود اتخاذه، لأهميته وانعكاساته الإيجابية على طلبة الجامعة، وعلى المجتمع بالتالي؟ ردت قائلة ان القرار سيكون في إلغاء إعانة الـ«مئتي دينار» التي تدفع لكل طالب في الجامعة، وقصر دفعها على حاجة الطالب أو الطالبة المادية، وليس الدفع بصورة تلقائية للجميع. كما أدلت الأستاذة أنوار على أسئلة أكاديمية مهمة أخرى، ولكن «الأمة الكويتية»، من مستخدمي وسائل التواصل بالذات، على قلة العقلاء بينهم، وكثرة المتسترين السخفاء فيهم، لم يعجبهم رأيها، الذي يبقى في نهاية الأمر رأيا، فاغتنموا الفرصة لنهش لحمها والخوض في سيرتها والنبش في أصول والديها، والسخرية الحادة من اقتراحها، وقاموا بكل ذلك فقط لأنها اقتربت من جيوبهم التي يجب ألا تمس! أنوار الإبراهيم مواطنة كويتية حرة ومن حقها أن تبدي ما تشاء من آراء، ضمن الحدود التي رسمها القانون، وهي لم تتجاوز حدودها، فلم كل هذا الهجوم الشرس عليها؟ ألا يدل ذلك على تخلف هؤلاء الذي سمحوا لأنفسهم إبداء ما شاؤوا من آراء فيها وفيما قالته، وأنكروا عليها حقها المبدئي في أن تبدي رأيها. تقول الأستاذة والسيدة أنوار، مبررة اقتراحها، إن الطريقة التي يتصرف غالبية الطلبة في مبلغ الإعانة هو الذي دفعها لأن تبدي ذلك الرأي. فالإعانة أقرت لسداد حاجة الطالب أو الطالبة الماسة، مثل شراء الكتب والمواصلات، وليس الصرف على الكماليات والأمور الهامشية. ما لم يعلمه غالبية من تهجم عليها وخاض في سيرتها وسيرة أهلها، وخلفيتهم الدينية أو العرقية، وكل ذلك بغية جرحها او إغاظتها، لم يعلموا بأن الإعانة سبق أن صدر بها تشريع من مجلس الأمة ولا يمكن إلغاؤها إلا بقانون من المصدر نفسه، وبالتالي ما قالته لم يتعد أن يكون رأيا، قابلا للنقاش وليس شتم من أدلى به. محشومة يا سيدتي، ولك كل العذر في أن تتضايقي، فالذباب الإلكتروني، وخاصة المتخفين وراء أسخف الأسماء الوهمية، لم يرحم أحدا، وأنت لست أول ولا آخر ضحايا هؤلاء المتنمرين.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top