كُتّاب «القبس الصفراء»..!
أكتب هذا المقال دفاعاً عن نفسي وعن كل كتّاب القبس، بمن فيهم من كانت لهم علاقة مباشرة أو غير ذلك، بإطلاق صفة «الصحيفة الصفراء» عليها، وهي أقسى مسبة بحق أي مطبوعة.
***
علاقتنا بالأم ليست طارئة أو عادية، فمن صدرها رضعنا ما بنينا به عظامنا وقوينا به شوكتنا، وساعدنا حليبها في التصدي لمخالفينا، فكيف نقوم، بعد كل هذه العلاقة الشديدة الحميمية، بشتمها ووصفها بما ليس فيها؟ وماذا سيكون عليه موقفنا اليوم، وبعد علاقة ثلاثين عاماً مع القبس، لو تركتها وبدأت بكيل الشتائم لها، ووصفها بأقذع الأوصاف؟ وماذا سيكون عليه ردي لو سألني صديق لِمَ لم تكتشف سوءها طوال تلك الفترة، وأنت الذي تدعي الفهم؟! وإن كنت أعرف ذلك، فلم اخترت السكوت عن كل سيئ فيها؟!
***
موقف تنظيم «إخوان مسلمي الكويت»، التابع للتنظيم الدولي، من القبس كان مشيناً بالفعل، وبالذات من بعض الكتّاب المحسوبين على التنظيم الدولي، أو المتعاطفين معه. فقد كانت القبس الأم التي رضعوا المعرفة والشهرة من حبر كلماتها، وقويت شوكتهم من خلال سطورها، فكيف يأتون اليوم ويصفونها بالصحيفة الصفراء، ويتهمون أصحابها، من خلال ذبابهم وقملهم الإلكتروني، بأنهم من نهب البلاد؟! الاختلاف متوقع، حتى بين الأم وابنها، ولكن غير المتوقع هو قيام الابن برفس البطن الذي احتضنه طوال فترة الحمل، وتمزيق الأثداء التي أرضعته سنين، وكسر اليد التي حملته! اختلاف وجهات النظر وعدم تطابق المصالح أمر وارد، حتى بين أعز الأصدقاء، ولكن لكل شيء حدوداً. فقد تجبر تطورات الخلاف أحد طرفيه على قطع العلاقة مع الآخر، وهذا هو الطبيعي في الأمر. ما هو غير الطبيعي هو قيام من قرر تصعيد الخلاف، وغالباً بناء على تعليمات طرف ثالث خارجي، باللجوء إلى أحقر الطرق في إيذاء صديقه السابق ورفيق دربه وشتمه.. ثم الذهاب في اليوم التالي لتناول الطعام على مائدته!
***
كتب الزميل عبدالله غازي المضف، نائب رئيس التحرير، مقالاً في القبس رداً على موجة الانفعال غير المتوقعة من النائب محمد الدلال بحق القبس، لأنها بيّنت شيئاً من تناقض مواقفه من تولي المرأة القضاء، وذكر في مقال شهير له بأن مواقف الإخوان المسلمين من المرأة زاخرة بالخزي والعار والسلبية. وإنهم يمرون بأزمة خانقة جراء التسريبات المشينة للنائب السابق مبارك الدويلة، وأن ما يحدث من عدم اتزان في سلوكهم بوسائل التواصل ليس إلا انعكاساً صريحاً لهذه الأزمة، ولن يترددوا أبداً عن استخدام سلاحهم الأثير المتمثل في الطعن في الأعراض والأشراف، ظناً منهم أنه السلاح المهيب. وقد انكشفت ممارساتهم القبيحة أمام الجميع، وهذا لن يزيد القبس، وكاتبها «المضف»، إلا إصراراً على الاستمرار في رسالتهما غير عابئين بما يقوم به الإخوان من نشر غسيلهم النتن في التويتر!
***
جن جنون «الإخوان» أكثر وزادت حملتهم على القبس، وخاصة بعد افتتاحيتها التي طالبوا فيها السلطات بالاقتداء بالسعودية والضرب بيد من حديد على كل الكيانات والأحزاب المتطرفة والمؤدلجة التي تحاول تقييد الانفتاح! وشنوا هجوماً غير مسبوق في زخمه وقذارته على القبس وملاكها، والذي ربما يكون الأعنف في تاريخ الصحافة العربية، وتعرّضت «سيرفراتها» لمحاولات اختراق زادت على 12 مليون محاولة.. ثم عادوا في اليوم التالي ونشروا مقالاتهم في «الصحيفة الصفراء... القبس»! هل هذه ماكيافيلية أم وقاحة، أم الاثنتان؟!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw