لوياك
نادراً ما أضع كلمة واحدة عنواناً لمقال، ولكن مؤسسة لوياك تستحق ذلك، فاسمها أصبح بالفعل مدعاة لفخر أي مواطن أو مقيم في الكويت *** احتفل العالم «المتحضر» قبل فترة باليوم العالمي للعمل الإنساني. وتعتبر جمعية الهلال الأحمر و«لوياك»، و«جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية» في طليعة المنظمات المهتمة بمساعدة الآخرين في أوقات الكوارث والمصاعب، دون تمييز ديني أو عرقي أو مذهبي. تأسست «لوياك»، وهي جهة غير ربحية، عام 2002 كمبادرة إيجابية من قبل مجموعة من السيدات رداً على احداث العنف التي وقعت في 11 سبتمبر 2001، عندما اكتشفت رئيسة لوياك ومؤسستها السيدة فارعة السقاف، ضخامة أعداد الشباب الذين تورطوا في تلك الجريمة، والذين غررت بهم «الشخصيات والمؤسسات الدينية»، ومدى الحاجة لشغل أوقات الشباب بأمور إيجابية وفعّالة ومفيدة، بعيدا عن قوى التخلف والتطرف في المجتمع. استجابت لدعوة فارعة «الجميلة» مجموعة من السيدات شاركنها الرغبة في احداث التغيير الإيجابي في نفوس الشباب ومواجهة العنف الموجود في العالم ونشر قيمة السلام عن طريق إنشاء مجموعة من البرامج، التي تساعد في خلق إنسان مستنير ومؤهل وراغب في المشاركة والمساهمة في المجتمع بشكل إيجابي بناء، وليس بشكل سلبي هدام، من خلال برامج لوياك المتعلقة بالتنمية الذاتية والمهنية والمجتمعية، مع التأهيل المميز لمواجهة مستقبلهم العملي ضمن برامج متنوعة لمعالجة الأبعاد العقلية والعاطفية والروحية والمادية لجميع المشاركين من الجنسين، وغرس ثقافة التطوع في نفوسهم بدلا من النبذ والتكفير.
***
تدير لوياك العديد من برامج تطوير المهارات المهنية وتعزيز نمو الشخصية، ومساعدة الشباب في العثور على فهم أكثر لاحتياجاتهم ورغباتهم. واليوم وبعد 10 سنوات من العمل الجاد والمثمر أصبحت لوياك بجدارة الخيار الأول فيما يتعلق بالاشتراك في برامج مبتكرة وعالية الجودة. وتجدر الإشارة إلى أن لوياك كانت قادرة على خلق طفرة نوعية في المجتمع الكويتي عن طريق إشراك الشباب من سن 6 سنوات في عدة برامج تساهم في خدمة المجتمع، والتأكيد على أهمية العمل في المطاعم والفنادق وغيرهما، وتوجيه الشباب لمدى أهمية هذا النوع من الأعمال. وفي استجابة لاحتياجات الشباب خارج حدود الكويت، افتتحت لوياك فرعها الأول في الأردن عام 2008، وفي لبنان عام 2009، واليمن في 2015، وجاء ذلك إيمانا من إدارتها بأهمية الانخراط في معالجة هموم شباب الأمة وتعزيز الشراكة مع مكونات المجتمع المدني الأخرى. وكانت لوياك، بالرغم من محدودية مواردها، قد نجحت بشكل بارز في مشاريع ترميم بيوت المحتاجين من البدون. وعممت التجربة تاليا في الأردن ولبنان واليمن، ولتعود ثانية للبنان، بعد كارثة الميناء الأخيرة، حيث كان لها وجود بارز، وبدأت بالفعل بتسليم الكثير من الأسر المتضررة بيوتها بصورة أفضل مما كانت عليه قبل الحادث الأليم. بالرغم من شعوري بمدى أهمية التبرع لـ«جمعية الصداقة الإنسانية» لمساعدتها في القيام بمهامها، فإن واجبي يحتّم عليّ الدعوة كذلك للتبرع للوياك ولجمعية الهلال الأحمر.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw