طموحات المعارضة الخطرة
تتزايد، مع العهد السياسي الجديد، الذي نأمل الكثير منه، المطالبات بفتح صفحة جديدة، وإصدار عفو سياسي عن مسجوني الرأي أو الهاربين من تنفيذ الأحكام، أو من يسمون بالمعارضة، أو مرددي مقولة «لن نسمح لك»! ليبراليتي، ومصداقيتي مع نفسي، تطالباني بالوقوف مع هؤلاء ومع مبدأ العفو، بشروط قد يكون أولها تعهدهم بالابتعاد عن ممارسة السياسة لبضع سنوات.
***
كان من الممكن أن يكون موقفي متعاطفاً أكثر، ولكن الحقيقة أن هذه المعارضة، أو بالتحديد التي رددت خطاب «لن نسمح لك»، لا يمكن اعتبارها ممثلة لطموحات الكثيرين من أمثالي الحالمين بوطن حر وعصري ومنسجم مع حقوق الإنسان. فأغلبية، إن لم يكن كل هؤلاء، من معارضين، داخليين أو خارجيين، يريدون وطناً «مفصلاً» حسب رؤاهم ومعتقداتهم، ومحافظاً في الغالب، وبالتالي من الصعب تعليق أي آمال على عودتهم الواعدة والمشاركة في العملية السياسية. كما أن المعارضين لا يجمعهم غير هدف واحد، ويفرقهم كل ما عداه، وبالتالي هي ليست معارضة عملية ذات أهداف واضحة، وقيادة محددة، وبرنامج سياسي معروف، وهذا يشكّل بالنسبة لي خطراً لا يمكن التساهل معه، ولا يضمن الاستقرار ولا الحرية!
***
لقد رأى العالم كيف اتحدت أغلبية قوى المعارضة في إيران ضد حكم الشاه، الذي ما ان أطيح به حتى شب صراع مرير بين هذه القوى المنتصرة، وبعد خسائر مهولة في الأرواح والممتلكات استتب الأمر لأكثر القوى رجعية، والتي أعادت إيران إلى القرون الوسطى!
***
الكويت ليست إيران، ولا يشبه وضعنا وضعها، ولا ظروفنا الحالية كظروفها عام 1979، فنحن فخورون وسعداء بقيادتنا، ولا نريد استبدال أي نظام آخر بها، والتواصل المستمر بين كل الأطراف من قيادة وشعب كفيل بالتغلب على أي مثالب في نظامنا.. الديموقراطي.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw