منطق عايض القرني
أكدت أسرة رجل الدين السعودي، عايض القرني، المليونير الداعية، مالا ومتابعين، على التويتر، أن حالته الصحية مستقرة، وأنه يحظى بالرعاية اللازمة في العناية المركزة في أهم مستشفيات الرياض، بعد إصابته بفيروس «كوفيد – 19»، وأن زيارته ممنوعة بأمر الأطباء. نتمنى لغريمنا الفكري والعقلي الشفاء، والعودة لأسرته ومريديه واتباعه ومقلديه. ونود، بهذه المناسبة غير السارة، تذكيره، وأحبته بما سبق أن ذكره في مقابلة تلفزيونية قبل فترة، حيث قال: «.. الفائدة والشفاء تكمن في سطرين.. والسطرين أعظم دواء ورقية ألا وهي (سورة الفاتحة)، فأنا جربتها. كنت مريضا في جنبي، وتعالجت في خمس مستشفيات، حتى في الخارج، ولكن ذلك لم يفدني. ولكني شفيت بعدها من قراءة سورة الفاتحة وكنت أقولها وأشرب معها (ماء زمزم)، أو أي ماء عادي. فسورة الفاتحة تذهب الهم والغم والوسواس، وهي أعظم علاج يصرف من صيدلية النبوة، وأكبر علاج في (المعمورة) لعلاج الأرواح و(الأبدان)، بشهادة العلماء. كما أنها تعالج من العين والحسد والنميمة ومن اللدغة والريبة.. ولو عرف الناس فائدتها لرضّعوها لأطفالهم، ويجب أن تقرأ سبع مرات لكي يستفاد منها..».
***
نتمنى بصدق الشفاء للقرني، فليس بيننا عداوة ولكي يقوم من مرضه ويراجع نفسه فيما سبق أن قال ويعتذر للملايين من متابعيه. فالقرآن كتاب دين مقدس عند أكثر من مليار إنسان، وهدفه تنظيم معيشة المسلم وليس لعلاج بدنه بوصفات طبية. فما يحدث يمثل إساءة كبيرة للدين، فما رد فعل من يكرر قراءة الفاتحة سبع أو سبعين مرة أو حتى سبعة آلاف مرة ولا يزول عنه المرض، ألن يدخل الشك في قلبه؟ ما الهدف من نشر وترويج مثل هذه الأقوال، أو الادعاءات، التي لا تستند لأية أدلة علمية، ولا حتى نصفها؟ ألا يسيء ذلك لمعتقد ملايين البشر؟ لا شك أن الكثيرين يجدون سلوى وراحة نفسية في قراءة القرآن، ويذهب عن بعضهم الآخر القلق وتدخل الطمأنينة الى قلوبهم، خاصة في الأزمات والكوارث والمصائب، والمؤمنون تطمئن قلوبهم بذكر الله وتسكن مخاوفهم وتستأنس أوقاتهم، ولكن ذلك يمنح الراحة النفسية والروحية، ولا يعتبر علاجا طبيا، ولا دخل له بالإجراءات الطبية الأخرى كالتخدير والجراحات المعقّدة. ما ذكره القرني يشبه كثيرا ما ذكره كثيرون غيره، ومنهم محمد متولي الشعراوي، الذي كان يعارض بقوة فكرة الاستعانة بالعناية الفائقة في المستشفيات، واعتبرها تدخلا في مشيئة الخالق! فالمريض في هذه الغرف سيموت حتما إن رفعت الأجهزة الطبية عنه، وبالتالي يجب أن يترك لمصيره. ولكن ما إن أصيب الشعراوي نفسه بمرض مميت، وشاهد الموت امامه، حتى رضخ للواقع، وقبل بتلقي العلاج في غرفة العناية الفائقة. وضع هؤلاء يشبه وضع من يفتون بقتل فلان أو تفجير محل فلتان، ثم يجلسون في بيوتهم ليقوم غيرهم بالمهمة.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw