شغف شاكر أبل
يحمل الصديق شاكر أبل ألقابا وصفات عدة، كما أنه صاحب مواهب واهتمامات، إلا أنه يرتاح لوصف «السينمائي». ومن واقع شغفه بالسينما، قام في 2011 بإنتاج فيلم «ريتشارد الثالث، شخصية عربية مهمة جداً»، وهو فيلم وثائقي متنوع في فكرته من إنتاجه، وإخراج مشترك مع البريطاني تيم لانغفورد، وسبق أن حاز جائزة «ريمي» الذهبية، كما عرض في عدة مهرجانات سينمائية. وصف الفيلم بأنه جريء يجسد الواقع العربي ومدى انغماسه في الفوضى وحدة تناقضاته، كما توقع فيه أحداث الربيع العربي تاليا. مثل في الفيلم الفنانون جاسم النبهان وفيصل العميري وبشار عبدالله، ومن سوريا فايز قزق وأمل عمران، ومن لبنان كارول عبود، ونيقولا دانييل ونادين جمعة، وممثل آخر من العراق، ومدته ٧٠ دقيقة تخللتها مقابلات ومشاهد من مسرحية المخرج المسرحي العالمي سليمان البسام، إضافة إلى لقطات من خلف الكواليس.
***
وبمساهمة متواضعة منا، قام الصديق شاكر أبل بإنتاجه الثاني، وهو «الهوى على نياتنا»، الذي حاول من خلاله إظهار شيء من تراث الكويت القديم وكفاح الأجداد في المحافظة على وجود هذا الوطن الجميل، وشيء تفتخر به الأجيال، مقارنة بما آلت إليه أوضاعنا حاليا. حاول المخرج شاكر في الفيلم شرح جانب من تاريخ الكويت، وأسباب تميزنا في المنطقة، من خلال سياسات «الانفتاح» التي طالما آمنا بها منذ القدم، والتي كانت أساس تقدم ونجاح المجتمع الكويتي، وكيف استطاع بضعة أفراد منه تحدي واحدة من أقوى بحريات الإمبراطورية البريطانية، والتحايل عليها، وكيف استفاد المجتمع الكويتي من تعدد أعراق وخلفيات ومهارات أبنائه، فكان عامل قوة بدلا من عامل ضعف. ***
لم ينتج الفيلم لأسباب تجارية، إلا أنه لقي صدى جميلا لدى المهتمين بالفن السينمائي، خصوصا في مدن أميركية وفي دبي. استلهم المخرج والمنتج أبل فكرة فيلم «الهوى على نياتنا» من حادثة تاريخية وقعت قبل 110 أعوام، وتطلب الأمر العودة لأرشيف البحرية البريطانية العسكري، من خلال مؤرخ متخصص، للتيقن من حقيقة الواقعة، وضرورة تقديم عمل موثق للأجيال القادمة، وإظهار ما بذله الأولون وما خاطروا به، خصوصا بعد تولي الشيخ مبارك الصباح (الكبير) مقاليد الحكم، ورغبته في وضع الكويت على خريطة المنطقة، ومن ثم حاجته للذخيرة والسلاح، وكيف استطاع النوخذة «عباس بن نخي»، عام 1910 تهريب شحنة سلاح إلى الكويت من مسقط، بعد مطاردة شرسة من سفينة حربية إنكليزية، وخداع قبطانها.
***
على الرغم من أهمية الفيلم التاريخية، فإنه لم يلق ما يستحق من اهتمام من وسائل الإعلام الرسمية بالذات، ولهذا كان هذا المقال، لكي يقوم وزير الإعلام الجديد بمحاولة لإعادة بثه، وربما السعي لإدخال مادته ضمن المنهج الدراسي في المراحل الأولى.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw