البارون الذي غادر دنيانا
تعرفت على المرحوم فيصل سلطان بن عيسى في منتصف ستينيات القرن الماضي، عندما كنت أعمل في بنك الخليج، حيث كان وأخوته يمتلكون حصة في أسهم البنك. وعن طريق البنك نفسه تعرفت على غالبية إخوته وأشقائه تالياً، ومنهم بدر وخالد وعبدالعزيز وأنور وعبدالله، والمرحوم جميل. كما كان شقيقه الأكبر المرحوم مصطفى عضواً في مجلس إدارة البنك، وكان والد زوجته، المرحوم خالد اليوسف المطوع (خالد الأيتام)، يشغل حينها منصب رئيس مجلس إدارة البنك. لم أجد من أي منهم، طوال السنوات التي قاربت العشرين في البنك، إلا كل خير ومحبة، وكانوا مثال الخلق الطيب، والرغبة في مساعدة المحتاج. كان المرحوم فيصل مهندساً ذكياً، حيث سعى، وشقيقه عبدالعزيز وشريك ثالث، لتأسيس مكتب المهندس الكويتي، الذي أصبح تالياً أحد أفضل المكاتب الهندسية، ولا يزال، في منطقة الشرق الأوسط، ومتميزاً في نطاق تخطيط المدن، وكانت تلك بداية تكوين ثروته التي لم يبخل بها على أية جهة. كان كريماً بذكاء، ويفضل التبرع للأغراض العلمية من طب وغيره، ولو كانت لدينا مختبرات علمية حقيقية لكان على رأس المتبرعين لها، فقد صرف مبلغ عشرة ملايين دينار على بناء مستشفاه التخصصي في منطقة الصباح. وبالرغم من أنه عانى مرض القلب، فإنه عاش طويلاً نسبياً، وكان يعرف معنى «طيب العيش»، وكان مجلسه عامراً وكريماً دائماً، ومنه اكتسب لقب «البارون» لأنه كان يختار الأفضل، وينفق على الحصول عليه.
***
كان المرحوم فيصل، كما كانت حرمه، وشقيقاه عبدالعزيز وأنور، من كبار الداعمين والمتبرعين لـ«جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية»، من دون طلب منا أو منّة منهم. ***
عندما علم أشقاؤه بنية «جمعية الصداقة الإنسانية» نشر إعلان تعزية بوفاة من كانت له اليد الطولى في دعمها، طلبوا منا صرف مبلغ الإعلان على دعم الفقراء المعوزين، وهذا إنكار ذات، وعلامة صادقة على حب الخير.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw