ساعدني أيها المسؤول.. قبل أن أموت!
عشت حتى الآن أكثر من 75 عاماً على هذه الأرض. وحسب المعادلات والحسابات العلمية، فلا تزال أمامي نظرياً عشرون عاماً من العمل المستمر. لا أعتقد أن أحلام وآمال آبائي وأجدادي، في وطني، وعلى مدى أكثر من مئتي عام، تختلف كثيراً في أساسياتها عن آمالي وأحلامي الآن. فأنا آمل وأتمنى وأحلم بأن تتحقق كل أو أغلبية الأمور التالية قبل أن تنتهي صلاحيتي على هذه الأرض:
1 - أتمنى، قبل أن أموت، أن تنتهي أعمال رصف الطرق في بلادي، ويتوقف تطاير الحصى، لكي أرتاح وأتمكن من تبديل زجاج سيارتي.
2 - وأن يحكم على واحد فقط من كبار اللصوص والفاسدين، ويوضع في السجن لعشرات السنين.
3 - وأن يمدد الغاز للبيوت، بدلاً من نظام السلندرات القذرة والعقيمة! ففي عهد «الاستعمار» الإنكليزي، قبل 70 عاماً، كان الغاز يصل إلى بيوت الأحمدي بالأنابيب.
4 - أن تحصل نساء الثقافة والفن والأدب الرفيع ورجالها في وطني على ربع ما يلقاه رجال الدين من اهتمام واحترام وتبجيل وتقبيل!
5 - أن ندخل تدريس مادة الأخلاق في المناهج ونقلل من الجرعة الدينية فيها.
6 - أن يكون للأدب دور رئيسي في تربية النشء.
7 - أن يطبق قرار منع بناء عمارات سكنية بين البيوت السكنية، مع كل ما تشكّله هذه الظاهرة من ضغط على الخدمات، غير قلة المواقف.
8 - أن يطبق قرار منع استيراد وبيع الألعاب النارية، التي تعرض علناً للبيع في البقالات المتنقلة، وحتى على مداخل محطات الوقود، أمام نظر كل رجال الأمن والقانون والأخلاق والبشر والحجر... ولا أحد يهتم!
9 - أن يمنع تظليل زجاج السيارات، وبأية درجة كانت.
10 - أن يطبق قرار منع المنقبات من قيادة المركبات، فلو تورطت في حادث، فكيف يمكن التثبت من هويتها، أو أنها صاحبة إجازة القيادة؟
11 - أن يتوقف التعيين بالواسطة، وألا يتم تعيين أي مسؤول إلا بعد نجاحه في اختبارات الكفاءة.
12 - وأتمنى قبل أن أموت رؤية وزير مالية جيد، ووزير تربية كفء، ووزير أوقاف إنسان، ووزير شؤون حقاني.
13 - أتمنى أن تلتفت الحكومة إلى رصف أرصفة أسواق العاصمة وممراتها بدلاً من تضييع جهودها في تنفيذ الأعمال نفسها في مناطق نائية لا يستخدم أرصفتها أحد.
14 - أتمنى، قبل موتي، أن تقوم هيئة البيئة بـ%10 فقط مما هو مطلوب منها.
15 - وأن تهتم الزراعة بتشجير المقابر، بدلاً من منظرها الكئيب، بطبيعته. فلماذا لا نجعل مثوانا الأخير منطقة وارفة الظلال؟
16 - كما أتمنى في جملة واحدة أن يتوقف انقطاع الكهرباء، ويتم تركيب العدادات الذكية التي أصبحنا نسمع بمناقصتها كل عام، منذ سنوات، وأن تتم السيطرة على تلوث الهواء، وأن نتخلص من الشهادات المزورة، ويقبض على سارق صندوق إعانة المرضى، وينشر تحقيق الشؤون عن أين ذهب مبلغ عشرة ملايين دينار صندوق «فزعة الكويت»، وأن تتوقف سرقات الجمعيات التعاونية، ويحال مسؤول واحد فقط إلى القضاء، وأن تراجع الحكومة ملفات الطب النفسي، فستجد أن بعض من يتحكمون في مصيرنا هم من أصحابها.
17 - وأخيراً، أعتقد أن أجلي، وأجل أبنائي، سيحل قبل تحقق الكثير من الأمور أعلاه.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw