الكويت ومصر و«إخوانهما»
يقول صديق بلهجته المحلية المحببة، يا الصراف أنت كلما غسلت الوصولي، زاده ذلك «ثوالة»!
ويقول صديق آخر: إن الأسئلة التي وجهها من تبلل وجهه بتفال زميله، في مقاله اللزج، قامت على قاعدة «أنت سيب وأنا أسيب»، أي نحن لا نتكلم عن أوجه صرف الخمس لديكم، وأنتم لا تتكلمون عن أوجه صرف أموال الزكاة لدينا، وبالتالي نستفيد جميعاً!
***
بالرغم من أن الحمق داء لا دواء له، فإن البعض يصدق أحياناً ما يصدر عن الحمقى، ولذا يتطلب الأمر أحياناً التدخل والرد على بعض هؤلاء.
أعتقد شخصياً أن قانون فرض الزكاة على أموال الشركات المساهمة أمر غير مبرر دينياً، ولكن هذا لا يغير من حقيقة أنها ملزمة وعلى الشركات دفعها، وهي في حكم الأموال العامة، ولكل مواطن الحق في معرفة كيف تحصّل وأين تذهب، ولمن تدفع.
أما أموال الخمس فهي أموال خاصة يدفعها، عن طيبة نفس، من يعتقد دينياً بها، ولا علاقة لأحد بـ«أين تصرف»، وكيف ولمن يدفعها، ومع هذا انتقدت مراراً نظام جمعها وطرق صرفها، لأنها لم تؤثر، طوال قرون، في تغيير حياة المجتمعات التي أرسلت لها.. للأفضل!
وبالتالي المقارنة بين الزكاة والخمس تنمّ عن ضحالة الفهم.
***
تكرار المنتمين لتيار الإخوان المسلمين الدخول للمعارك الخاسرة، والموضوعات الفاشلة كان نعمة وخيراً للأمة. فلو كانوا أكثر ذكاء وخبرة لنالنا منهم أذى وضرر كبيران.
فقد أنقذ القدر مصر من فترة قاتمة في ظلمتها، بائسة في أحداثها، كارثية في نهاياتها، بسبب قلة حصافة الإخوان وشديد تخلفهم، وسوء إدراكهم. فقد اختاروا الشخص غير المناسب تماماً ليكون رئيساً لمصر بعد إطاحة حسني مبارك المثيرة للجدل، وما حققه مرشحهم «محمد مرسي العياط» من نجاح مثير أكثر للجدل في الانتخابات التي تلت ذلك. فلو كان اختيارهم قد وقع على شخص أكثر قدرة وذكاء، لبقوا في الحكم حتى اليوم، ولكن القدر أنقذ مصر من مصير بائس، بثورة شعبية عارمة انتهت بعودة الحكم للجيش!
***
كما تدخل القدر عندما هاجم الطاغية «صدام حسين» الكويت في 2ـــ8ــــ1990، وعاث فيها فساداً، وكان من الممكن، لو امتلك شيئاً من الذكاء، أن ينسحب منها ويستمر في ابتزازها حتى اليوم.
ولكن غباءه وعناده الشديد نفعا الكويت حينها وأنقذاها والمنطقة من مصير كارثي طويل.
***
كما تدخل القدر في الحالة الثالثة، وللمرة الألف، وأعمى بصر وبصيرة قيادة حزب الإخوان المسلمين في الكويت، التابع للتنظيم الدولي، فأساؤوا المرة تلو الأخرى، كما فعلوا في مرات كثيرة، في اختيار بعض من يمثلهم، سمعة ومنطقاً، ليكونوا مشرعين في مجلس الأمة، أو وزراء ورجال دولة! فلو أحسنوا الاختيار، وهم بكل هذا النفوذ والقبول والرضا الحكومي، لكانت سمعتهم على الساحة أفضل بكثير، وتغلغلهم أقوى، لكن حسن حظ مؤيدي الليبرالية والدولة المدنية دفعهم لاختيارات «قيادات» فاشلة وشخصيات عرف عن بعضها الوصولية، وافتقاد الكاريزما والنزاهة المالية.
***
شككت في مقال ١٥ ــــ ٦ في قدرة «الطيران المدني» في 1ـــ7 الحصول على رمز جديد من الأياتا لضريبة المغادرة والقدوم الجديدة!
فوجئنا بحصوله على الرمز في ١ـــ ٧. بالسؤال تبين ان الرقم قديم ويعود لضريبة مختلفة!
يا وزارة المالية، تصرف «الطيران المدني» يتضمن هدرا وتلاعبا يجب ألا يستمرا!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw