أصل اللغات.. وأصعبها
ورد بحث طريف في الإنترنت تعلّق بأكثر اللغات صعوبة في التعلم، ومن وجة نظر أوروبية غربية بحتة. وبالرغم من بذل علماء اللغات والآثار جهودا كبيرة في معرفة متى وكيف بدأت اللغات البشرية بالتكون، فإن هناك شبه إجماع على صعوبة البحث في هذا العلم، الذي تعرّض للتبدل والتطور كأي كائن حي. وبالرغم من ادعاء كثيرين بأن هذه اللغة أو تلك أكثر صعوبة من غيرها، فإن الحقيقة أنه ليست هناك لغة سهلة، فلكل لغة خصائصها، وهناك عناصر معينة تحدد تعقيد أو صعوبة لغة ما مقارنة بغيرها، كقربها أو بعدها عن اللغة الأم للمتعلم، ولا توجد بالمطلق لغة سهلة، ولكن بالتدقيق أكثر نجد أن أصعب لغات العالم هي خمس، وترتيبها تصاعديا كالتالي: أولا، الهنغارية، وتأتي بعدها الأخريات، وتكمن صعوبتها ليس فقط في وجود كلمات مؤنثة، وأخرى مذكرة، كما في العربية والفرنسية، بل وفي وجود كلمات محايدة، لا مذكرة ولا مؤنثة. كما أن فيها سبع طرق لتصريف الأفعال. وتعتبر الهنغارية لغة مستقلة بذاتها ولا ترتبط أو تتقاطع مع أي لغة أخرى، وغير معروف أصلها، كما هو حال الإيطالية والفرنسية والإسبانية، التي تعود الى اللاتينية. ثانيا: تتفوق اللغة الكورية عليها صعوبة، وسبب ذلك يعود للكيفية التي يتم تكوين الجمل فيها، وطرق النحو وتصريف الأفعال، وهذا يجعلها صعبة للأوروبيين بالذات. كما أن كتابتها، المشتقة من الصينية، تجعلها صعبة أيضا.
ثالثا: اليابانية، وتأتي في درجة أعلى من الصعوبة، وذلك لكونها مماثلة للغة الصينية، حيث تتطلب معرفة وحفظ آلاف أشكال الكتابة، وتعلم طرقها الثلاث، إضافة الى طريقتي تكوين المقاطع فيها. ثم تأتي الصينية في المرتبة 4، وصعوبتها في كونها لغة نغمية يتغير فيها المعنى مع تغير النغمة، إضافة إلى عدد حروفها الكبير وتعدد أشكال الكتابة فيها. ثم تأتي اللغة الأكثر صعوبة في العالم وهي العربية، وتقف على القمة في صعوبة التعلم بالنسبة للأوروبيين وغيرهم من دول شرق آسيا. وصعوبتها تعود بالدرجة الأولى لبعدها عن أي لغة أوروبية، وافتقار كلماتها لحروف العلة، وهذا يصعب قراءتها بشكل كبير. وقد طالب كثيرون بتغيير طريقة كتابتها وتضمينها حروف علة أكثر، بدلا من التشكيل، فكلمة «كتب» مثلا يمكن أن تعني فعلا واسما في الوقت نفسه، وتحديد كيف تلفظ وما تعني يمكن استنتاجهما من سياق الجملة، أو بالتشكيل.
أما عن أكثر اللغات غنى في الكلمات فإن الإنكليزية، بفضل ما أدخله الأميركيون عليها من كلمات جديدة في علوم الفضاء والطب والاتصالات والكمبيوتر، الأغنى بعدد المفردات، ولكن الأمر يصعب ويصبح أكثر صعوبة عندما نعلم أن اللغة كائن حي يتطور مع الوقت وكلمات كثيرة تموت مع الوقت وترتفع للسطح أخرى شبه ميتة، كما أن هناك كلمات مركبة مثل «قلم رصاص»، فهل هي كلمة واحدة لشيء أم كلمتان منفصلتان؟ وفي الإنكليزية مثلا هناك كلمة dog وتعني كلب ومثابر وتابع وصبور.. إلخ، فهل هي كلمة واحدة أم 6 كلمات؟ وكيف يمكن تحديد أن كلمة ما، هي إنكليزية أو عربية.. وهكذا؟