15 ملياراً لـ«الداخلية»
تعتبر الكويت الدولة الوحيدة في العالم، بخلاف أفغانستان، التي لا يوجد فيها مكان واحد للترفيه الحقيقي، وزيارة المجمعات والمطاعم ليست ضمن هذه الحسبة!
***
يقوم السائح الجاد، والغربي بالذات، بالاستفادة القصوى من سياحته وغالباً بدرجة أكبر من مواطن الدولة التي يزورها، لأن الأخير يعتقد أنه في غير عجلة من أمره لرؤية معالم وطنه، وينتهي عمره من دون أن يراها!
***
تشجيع السياحة الخارجية مهمة صعبة، خاصة بعد أن يئسنا من أية محاولة جادة لتعديل الوضع، والإصرار على «تغييب» عناصر السياحة المهمة، فالسائح الأجنبي يبحث غالباً في دولنا عن شمس مشرقة ورمال نظيفة ومياه بحر زرقاء، ومظلة في يد و«علبه معدنية باردة» في اليد الأخرى!
وبالتالي من الأفضل التركيز على تشجيع السياحة الداخلية، ومحاولة تعريف أكبر عدد من المواطنين والمقيمين بمعالم الدولة، وهذا يتطلب التفكير «خارج الصندوق»، فسكان الكويت ينفقون سنوياً ما يقارب 15 مليار دولار على السياحة الخارجية، ومن الضروري جذب جزء من هذا المبلغ للداخل.
***
وحيث إن «السياحة الداخلية» هي في عهدة إدارة متهالكة في وزارة الإعلام، ولا أحد تقريباً يعرف مديرها، فمن الضروري المساهمة في تشجيع السياحة الداخلية ببعض الأفكار الجديدة، مثل التعاون مع وزارة التربية لنقل السائحين مجاناً لزيارة مختلف المعالم السياحية، فمعروف أن التربية قامت مؤخراً بتوقيع عقد بـ31 مليون دينار مع شركات مواصلات لنقل طلبة المدارس، وغالبية هذه الحافلات تبقى بلا عمل من الصباح الباكر حتى ما بعد الظهر بقليل!
***
من أوائل الجهات المطلوب زيارتها «مركز جابر الثقافي»، الذي صرفت مليارات الدولارات عليه، لينتهي وضعه ليد مجموعة من موظفي الإعلام، وغالباً بغير رغبتهم، ليتراجع وزير الإعلام السابق عن سابق قراره، ويعيده للديوان، الذي قام بدوره بإرساء عقد إدارته لعام واحد على جهة ما!
ثم تتجه حافلات السياح لزيارة المواقع «السابقة» للنافورة الراقصة، وصالة التزلج على الجليد، والمدينة الترفيهية، ومطاعم أبراج الكويت، وبرج التحرير، وحديقة الشعب، بغية ذرف الدموع على أطلالها!
وبعدها تتجه الحافلات لزيارة وزارة المواصلات والاطلاع عن كثب على ثلاث عجائب تنفرد بها الكويت، عالمياً:
أ ــ هي الوحيدة في العالم المتمدن التي لا توجد بها خدمة بريدية، ولكن بها جيش من موظفي البريد، يقودهم وكيل وزارة مساعد.
ب ــ والوحيدة التي لا ترسل للمشتركين في الخدمة الهاتفية الأرضية أية فواتير ورقية أو إلكترونية.
ت ــ الوحيدة التي لا ترسل الطرود البريدية لأصحابها، ولا يتم إبلاغ أصحابها بوصولها.
***
بعد ذلك تنتقل الحافلات للصحراء للاطلاع عن كثب على مشروع وزارة الكهرباء لتوليد %15 من حاجة الكويت من الطاقة النظيفة من الشمس والرياح، والتي لم يتحقق منها حتى %1 بعد أكثر من عشر سنوات وصرف نصف مليار دينار على المشروع!
***
تنتهي الجولة السياحية بزيارة مبنى «فندق التجاوز» والاطلاع على أكبر مخالفة بناء في تاريخ الكويت، وربما العالم!
فقد صدر ترخيص بناء فندق بمساحة معينة ولكن صاحبه ضرب بكل القوانين والقواعد عرض الحائط، وزاد عليها أكثر من ضعفها ، وهذه مخالفة حتى «آل كابوني» في عزه لم يتجرأ على ارتكابها! إضافة لمخالفات جسيمة أخرى على أملاك الدولة والمباني المجاورة!
***
نكتفي بهذا القدر من المعالم السياحية، وسنعود في مقالات قادمة للترويج لمعالم أخرى كمشروع تطوير جزيرة فيلكا، ومدينة الحرير، ومترو الأنفاق، وقطار الخليج، وقصة الاستيلاء على مشروع «الشوبيز».. وتراجيديا حمامات المباركية!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw