الرد على المرجفين.. إخوان الشياطين
استنكر البعض علينا الكتابة عن الإخوان، والتحذير المستمر من خطرهم على النظام والمجتمع، وعدم ترددهم في استخدام العنف، بكل أشكاله ضد أعدائهم! والحقيقة إن ما أكتبه عنهم قليل جدا مقارنة بما يفعله غيري ممن سخروا كل حياتهم للتحذير من خطر الإخوان، ولم يتركوا وسيلة إعلامية إلا واستغلوها لفضح سوء نواياهم، فقد كان الإخوان، منذ تأسيسهم، ولا يزالون، أول من ينقلب على من يؤيدهم وينصرهم وهي قاعدة ثابتة لديهم، فقد نصروا الملك فاروق ووقفوا معه ضد النحاس باشا، وانقلبوا عليه تالياً واغتالوا رجاله، من رئيس وزرائه النقراشي باشا إلى غيره من كبار الشخصيات، فكان تحرك رئيس الوزراء، «إبراهيم عبدالهادي»، ضرورياً فأصدر أمراً بقتل «حسن البنا»، مؤسس الإخوان، بعد أن ثبت دوره في اغتيال حكمدار القاهرة والقاضي الخزندار وسرقة وحرق الأسواق والمحال، وإضعاف هيبة الحكم.
ثم تحالفوا تالياً مع الرئيس عبدالناصر، الذي حل كل الأحزاب السياسية وترك حزب الإخوان، لأنه وغالبية الضباط الذين شاركوه في الانقلاب كانوا يوما جزءا منه، ولكن عندما تبين له أنهم يريدون حكم مصر، عزلهم ونكل بهم، فحاولوا اغتياله عام 1954 في حادثة المنشية بالإسكندرية، فزج بقياداتهم في السجون، وشنق مفكرهم «سيد قطب»!
كما خانوا السادات وقام فريق يتعاطف معهم باغتياله، على الرغم من سابق أفضاله عليهم، فهو الذي أطلق سراحهم من السجون التي وضعهم عبدالناصر فيها، ومكنهم من أمور كثيرة. وكان لـ «مصطفى شكري»، الذي تربى على أفكارهم، دور في قتل وزير الأوقاف المصري السابق «حسين الذهبي»، قبل أن يهجر تنظيم الإخوان ويؤسس جماعة «التكفير والهجرة». كما قام حسني مبارك بإطلاق سراح قياداتهم من السجن، ولكنهم قاموا أيضا بالانقلاب عليه، بغية تسلم الحكم، على الرغم من كل ما منحهم من مزايا وعطايا.
وما يثبت سوء نوايا الإخوان وفداحة جرائمهم وغدرهم، وسوء سمعتهم، سعيهم الحثيث في كل مكان للتبرؤ من الانتماء للإخوان، فنجدهم يتخفون تحت مختلف التسميات ويطلقون أسماء مموهة تمتلئ بمعان لا علاقة غالبا لهم بها مثل «حزب العدالة والبناء»، وحزب الحركة الدستورية، وهم أصلا من غير المؤمنين بأي دستور غير دستورهم، وهي تسميات زائفة لا معنى لها، فلا عدالة لديهم غير عدالة بعضهم لبعض. وما يكشف خواء تلك التسميات، بالرغم من تعددها، أن أفكار هذه التنظيمات تتطابق مع أفكار ومواقف التنظيم الدولي للإخوان! وبالتالي فإن كل هذه الأحزاب، من المغرب مروراً بتونس ومصر والكويت وغزة وتركيا وغيرها، تتصرف وتصدر عنها الأفكار نفسها، فهي بالتالي تنتمي لأصل واحد، وهو تنظيم الإخوان!
ولم يكن غريبا مؤخرا انقلاب تركيا على الإخوان، وهي التي كانوا يعتبرونها جزءا منهم، وكان الرئيس أردوغان مصدر إلهامهم ومثالهم الأعلى! ولا أدري ما سيكون عليه رد إخوان الكويت على انقلاب «الخليفة» عليهم؟
لقد حذرنا كثيرا من تغلغل الإخوان في مجتمعات المسلمين في الدول الغربية، وخطورة انعكاس ذلك على أوضاعهم مستقبلا، وأن أية حكومة يمينية قادمة لن تتردد في ترحيل المسلمين للدول التي سبق أن قدموا منها، وحصول المرشحة «مارين لوبن» على %42 من أصوات الفرنسيين أول إشارة على ما هو قادم!