أدونيس: ثقافتنا تعلّمُ النفاق!
ولد الشاعر والمفكر الكبير «علي أحمد سعيد إسبر»، المعروف بـ«أدونيس» قبل 92 عاماً، في سوريا، وأصبح لبنانياً عام 1957!
وعلى الرغم من تقدمه في العمر، فإن ذهنه لا يزال متوقداً كابن أربعين، فله عشرون مجلداً شعرياً وثلاثة عشر مجلداً في النقد، وعشرات الكتب المترجمة إلى «العربية».
وفي محاضرة ألقيت في القاهرة أواخر الشهر الماضي فتح النار على الثقافتين العربية والإسلامية، بقوله إنهما لا تعلّمان سوى الكذب والنفاق والرياء، وصب غضبه على حال الثقافتين العربية والإسلامية في الوقت الراهن، واصفاً إياهما بأنهما ثقافتا القرون الوسطى، وأنهما ثقافتان ليستا حرتين، ولا تعلّمان سوى الرياء والنفاق، ولا تستطيعان الجهر بالحق، مشيراً إلى أن الرقابة هي جزء عضوي في الثقافة العربية، ليس فقط من أهل السلطة، وإنما توجد أيضاً رقابتان اجتماعية وسياسية، وقال إنه لا يستطيع قول ما يفكر به صراحة.
وقال إنه لا يجرؤ على وصف الصورة التي يوصف بها الإسلام في العالم الآن، مشيراً إلى أن الحرب العربية ــ العربية لم تتوقف منذ 14 قرناً، فضلاً عن الإقصاء الذي مارسه العرب والمسلمون على الآخر، موضحاً أن الإرهاب الحالي ليس سوى تنويع على إيقاع إرهاب قديم.
وانتقد أدونيس الأنظمة العربية، مشيراً إلى أنه لا همَّ لها سوى الحفاظ على السلطة، ولا يعنيها من قريب أو من بعيد الإنسان الفرد، موضحاً أننا كعرب ومسلمين لا نعير الفرد أي اعتبار، وأن كل اهتمامنا بالعشيرة والقبيلة.
ووصف أدونيس الشعوب العربية بأنها تعيش على ما يقوله السلف، وإننا شعوب منشطرة الشخصية، ووصف المثقفين بأنهم موظفون، لا دور لهم على الإطلاق، مشيراً إلى أنه لو كان للمثقف دور، لكان أدى هذا الدور عظماء مثل طه حسين وعلي عبدالرازق وزكي نجيب محمود. وقال إن الثورة الحقيقية هي أن نثور على أنفسنا، مشيراً إلى أن أعظم معلّم للإنسان هو نفسه إذا كان صادقاً معها. ودعا إلى إحداث قطيعة معرفية مع الماضي، مشيراً إلى أن أول قطيعة يجب أن تكون مع القراءة السائدة للدين، وأنه أحرص الناس على الدفاع عن المتدينين، كونه غير متدين، شريطة ألا يفرضوا آراءهم بالقوة على الآخر.
كما أكد أنه يؤمن تماماً بأن الإسلام رسالة روحية، وليس دولة، مشيراً إلى أن من معاني الدولة أن تحمل معنى العنف، مستنكراً أن يتحول الدين من رسالة روحية إلى قمع وعنف، وموضحاً أن الرسالات السماوية لم تنزل لتقييد البشر، ولكن لتحريرهم.
ودعا أدونيس إلى الديموقراطية بمعناها الحقيقي، حيث الحرية والمساواة، مؤكداً أن علمنة الدول هي أحد أهم الأشياء التي يجب النضال من أجلها. وخلص إلى استحالة قيام ديموقراطية عربية في ظل الأوضاع الراهنة!
***
من جانب آخر، ومن مظاهر النفاق في مجتمعاتنا، قامت قناة hot8 الإسرائيلية بعرض فيلم وثائقي عن مذبحة قرية الطنطورة الفلسطينية، جنوبي حيفا، التي وقعت بتاريخ 22ـــ8ـــ1948 على يد الجيش الإسرائيلي.
تضمن الفيلم مقطعاً قصيراً عبارة عن شهادة جنديين إسرائيليين شاركا في تلك المذبحة. والمحزن أننا لم نسمع حتى اليوم شهادات من هم من طرفنا عن تلك الأحداث، ولا ما جرى في صبرا وشاتيلا، ولا نسمع شهاداتنا عن «أحداث الفرهود»، وقتل اليهود في فلسطين، وغيرهم في مختلف الدول العربية، فنحن لم نكن دائماً «الحمائم الطيبين» وكانوا هم دائماً «الصقور المعتدين»!
***
تعقيباً علي ما كتبه السيد أحمد الصراف في جريدة القبس عن البنك الوطني نود أن نشير إلى معلومة قد تكون خافية على البعض.. في الحقيقة من قابَل المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح بتفويض من التجار هو والدي المرحوم خالد الزيد الخالد؛ لأخذ الموافقة بإنشاء البنك، فكان رد الشيخ بأن هناك اتفاقيةً بين الكويت وبريطانيا بعدم فتح بنوك منافسة، حينها طلب الوالد الاطلاع على الاتفاقية، فتم له ذلك، فأوضح لصاحب السمو أن الاتفاقية تخص البنوك الأجنبية وليست الوطنية، فوافق الشيخ عبدالله السالم بأن يكون للتجار ما أرادوا، وعليه جرى تأسيس البنك الوطني وترأس الوالد أول مجلس إدارة.
لولوة خالد الزيد الخالد
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw