السلام مع السيفين
دأبت حركة الإخوان المسلمين، في مختلف الدول، على اختيار أسوأ كوادرها لتولي أهم المناصب وتمثيلها سياسياً واجتماعياً!
قد تكون هذه الاختيارات غير الموفقة مجرد مصادفة، أو أن هذا ما هو على الساحة؛ لأن مَن احترم نفسه منهم آثر الابتعاد، واكتفى سيئو السمعة منهم بما حققوه من مجد ومالٍ، واختاروا ترك الساحة لعاشقي «الغوغاء والإثراء». ومن الأرجح أن اختيار مثل هذه النوعيات لم يأتِ مصادفة أو عشوائياً، فلا يمكن لحركة ستبلغ مئة سنة عمراً، قريباً، مع كل ما تراكم لديها من خبرات أن تكون اختياراتها بهذه السذاجة والسوء!
***
سيأتي يوم لا محالة وينكشف فيه حجم آلة الفساد التي تديرها أغلب الجماعات الدينية، شيعية أو سنية، خدمة لمصالح من يديرونها، سواء كانت من أموال العامة، أو من المال العام. ونتمنى أن تأتي الانتخابات المقبلة بنتائج تبين عودة الوعي للكثيرين الذين اغتروا بمثل هذه الحركات الدينية، وبؤس اختياراتها لمرشحيها، فبينهم من تسبب في الإضرار بالعملية التعليمية، وحارب أداء الاختبارات الورقية أثناء «كورونا»، وشجّع علناً على الغش لأجل مصالح انتخابية، وأيد ابتعاث الطلبة لجامعات غير معترف بها، كما حرّض الطلبة على أساتذتهم في واحدة من أكثر الممارسات فساداً من التي مرت على تاريخ التعليم في الكويت، ومع كل هذا، وافق حزبه عليه ودعمه ورشحه للانتخابات المقبلة، وهذا أكبر دليل على إصرارهم على اختيار الأكثر سوءاً لتمثيلهم سياسياً، كما كان دأبهم طوال العقود الماضية!
***
من جانب آخر أصبح الإخوان، في الداخل والخارج، يشيعون مؤخراً بأنهم دعاة سلام، ويرفضون العنف، ويرغبون في الجنوح للسلم!
هذه الدعوات ليست صحوة ضمير، أو شعوراً بالتوبة، بعد كل ما اقترفته أيديهم من مجازر بحق مناوئيهم، بل تكتيك مؤقت، طالما عرفوا به، لحين التقاط الأنفاس، بعد أن أصبحت حركتهم تتكبد الخسارة تلو الأخرى، وتشهد تراجعاً سياسياً خطيراً على مختلف الساحات، وربما لم يبقَ للإخوان من قواعد غير الكويت، بعد أن سُحقوا في كل دول الربيع العربي. وجاءت صحوتهم المزيفة بعد أن تبين لهم عجزهم عن مواجهة النظام القوي والمستقر في مصر، وخواء دعواتهم الإجرامية «بحرقها، كما سبق أن توعد مرشدهم السابق»! فلو نظرنا لشعار حزب الإخوان المسلمين لتبين لنا كذب ادعاءاتهم بأنهم دعاة سلم وتعايش، وأنهم يرفضون العنف على إطلاقه! فالشعار يتضمن سيفين وكلمة «وأعدوا» وهي دعوة ضمنية للعنف والتهديد بالقتل بالسيف، مع استخدام مفاهيم لا لبس فيها، ولا تعني غير الاستعداد لإراقة دماء الأعداء، حتى لو كانوا من المسلمين!
وبالتالي ليس مستبعداً وقوفهم وراء وثيقة العار، والتي إن طبقت فستعود الكويت لعهد لم تعرفه يوماً في تاريخها، فهل نقبل بذلك؟
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw