كم ظلمنا أنفسنا
حلّ محرك البحث «غوغل»، وأشقاؤه من محركات البحث المتخصصة الأخرى، محل المدرس والكتاب المدرسي ومراكز البحث والمكتبات العامة والمراجع التاريخية مثل الانسكلوبيديا بريتانيكا encyclopedia britannica التي دفعت رواتب شهرين عام 1968 ثمنا لكامل أعدادها!
***
يعتقد البعض أن «كل» ما يرد في «غوغل» يمثل الحقيقة، وهذا غير صحيح، وخاصة عندما يكون البحث بالعربية. ففي الإنكليزية نجد مثلا التالي عن فوائد الثوم غير المطبوخ: يحتفظ الثوم بكميات أعلى من الأليسين، المضاد للبكتريا، ومفيد لاحتوائه على الكبريت، ويحسن المناعة، ويثبت مستويات السكر في الدم، ويدعم صحة القلب والدماغ!
أما في النص العربي فنجد أن الثوم مفيد للشعر وللجهاز الهضمي ويحارب السرطان، ويعالج تهيج الجلد، وروائح الفم، والنزيف، وتنقية الدم، ويعالج الرئتين، ويخفض نسبة السكر، ويساعد في انقاص الوزن، ويعالج التهاب المفاصل، ويشفي من سرطان البروستاتا، ويزيل السموم من الجسم، ويقلل ضغط الدم.. إلخ
وبالتالي يفضل توخي الحذر في «تصديق» كل ما يرد في «غوغل»، وخاصة في المواقع العربية.
إضافة لمحرك البحث غوغل هناك عشرات محركات البحث الأخرى، وفي مختلف المجالات العلمية المتخصصة، وهدفها جميعا تسهيل وصول الباحث للمعلومة بطريقة سهلة ودقيقة! علما بأن الفرق الحضاري الجديد بين علم وثقافة شعب وآخر أصبح اليوم يقاس بعدد من يستخدم هذه المراجع ويستفيد منها، والجواب معروف، فشعوبنا فيها من هو مشغول بتوقيع ورقة «القيم»!
كما يمكن الوصول لكمّ هائل من المعلومات وملايين نصوص الكتب الإلكترونيّة المتاحة مجانا، دون تسجيل دخول أو رسوم>
كما قامت جامعة نيويورك، بالتعاون مع جامعات برنستون، كورنل، كولومبيا، والأمريكيتين في بيروت والقاهرة، وغيرها من الجهات التربوية والحكومية، بتوفير أكثر من 60 ألف كتاب ومخطوط نادر، وجعلتها بتصرف القارئ العربي، الكترونيا.
ثم يأتي جاهل يتهم الغرب بالتآمر علينا، والسعي لتجهيلنا، غير مدرك أن اشد أعدائنا شراسة عجز أن يفعل بنا ما فعلناه بأنفسنا!
***
ومن المواقع البحثية المفيدة الأخرى:
1. موقع يساعد الباحثين على العثور على مصادر أولية بعيدا عن المواقع غير المرغوبة والمواقع الهامشية التي تفتقر إلى التدقيق الأكاديمي.
2. وهناك مكتبة الكونغرس التي تتوافر فيها الوثائق والصور والخرائط والمخطوطات والصحف التاريخية وغيرها.
3. وموقع للطلاب يقدم معلومات وأرشفة المواقع وموضوعات الفن، والتاريخ والعلوم الاجتماعية والقضايا والمشكلات المجتمعية.
4. وموقع خدمة مجانية لإدارة واكتشاف المراجع العلمية، ويقدم ما يناهز الـ7 ملايين مادة.
5. محرك البحث الأكثر ضخامة في العالم خاصة بالنسبة للمصادر العلمية الإلكترونية المفتوحة. والذي تشرف عليه إدارة مكتبة جامعة بيليفيلد الألمانية.
6. محرك بحث يحتوي على أكثر من 10 ملايين كتاب، و68 مليون مقال.
7. محرك بحثٍ يحتوي على أكثر من مليوني بحثٍ في علم الاقتصاد والعلوم الأخرى ذات الصلة.
8. موقع يوفر المصادر الأكاديمية بطريقةٍ سهلة يحتوي على أكثر من مليار مصدر من الكتب والمجلات والأخبار والأوراق البحثية.
وغير ذلك الكثير، ولكن لمن نطلق النفير؟
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw