أيفون طالبان

بالرغم من كل الضربات التي تلقتها الحركات الأصولية المسلحة، بمختلف تسمياتها، وكم الهزائم التي لحقت بها، وكون غالبيتها حركات إخوانية متخلفة، تكره الفرح وحقوق الإنسان وكرامة المرأة وتكره التعليم وتكفّر العالم، فإنها لا تزال تشغل مكانا في عقول غالبية المسلمين، والعرب منهم بالذات!

يقول عبدالله بن بخيت، الروائي والناقد والسيناريست السعودي، إنه سعد لرفض الأزهر تكفير داعش، بالرغم من احتجاج كثير من المثقفين على قرار المؤسسة الدينية، واتهموها بالتواطؤ مع أعداء الإسلام، ولكن تبين له، بقليل من التدبر، أن الأزهر اتخذ القرار الصائب. فلا نجد في تصرفات داعش ما يدعو لتكفيرهم. فكل ممارساتهم، والقرارات التي اتخذوها كانت ملتزمة الفتاوى التي سمعناها على مدى عقود. كما أن تكفير داعش يعني تكفير كل من وقف على المنابر يخطب باسم الدين في زمن الصحوة الإسلامية التي عمّت بلاد المسلمين، فداعش أنجزت ومارست حرفياً المستقبل الذي كانت تُبشر به الصحوة، لكنهم استعجلوا التطبيق، وأعلنوا النفير قبل أن تتوافر لهم القوة اللازمة، فانقض عليهم العالم وهزمهم. لا أحد يريد أن يبقى مع الفريق المهزوم فانفض من حولهم دعاتنا، بعد أن كانوا يزودونهم بالمال والرجال و«الدعاء» الصادق.

ويستطرد بن بخيت قائلا إنه لم يكن من الذين تمنّوا زوال داعش، بل أن يترك لهم العالم مساحة يقيمون عليها دولتهم التي سوف يطبقون فيها الشريعة التي وعدت بها كل التنظيمات السياسية الإسلامية وانتظرتها الشعوب المسلمة. ففي كل مرة تسأل واحداً: لماذا لم تصبح الدول الإسلامية في مقدمة الأمم يأتيك الجواب: لأننا لم نطبق الإسلام الصحيح!!

دارت الدنيا واقترب الحلم من التحقق، مع نجاح طالبان في تكوين دولة الإسلام الصحيح التي طالما انتظرناها.. جميعا!

تسلمت طالبان الحكم في دولة أفغانستان، بعد أن طردت أميركا، ولن تستطيع أية دولة، بعد الآن، أن تخلعها من الحكم، وبالتالي لا عذر لها في التردد في تطبيق الشريعة كما أرادها كبار دعاتنا الأفاضل.. طبعا حسب تفسيراتهم للشريعة .. وسنرى بعدها تجليات هذا التطبيق، وكيف سينعكس تطورا وازدهارا ورخاء على شعب أفغانستان وهدياً للعالم بأسره.

بدأت طالبان بالمرأة، حيث منعتها من التعليم الجامعي، فلا مكان للمرأة في الجامعة ولا مكان لها في الوظائف العامة أو الخاصة، وجلوسها في البيت سوف يحولها رسميا إلى مربية أجيال، حتى لو كانت جاهلة، وأعظم مهامها طاعة زوجها، وإدخال السرور على قلبه، والحفاظ على ماله، ولا تسمح لأحد بدخول بيته، حتى والديها، إلا بإذنه، ولا تتصدق إلا بإذنه، ولا تخرج مع الباب خطوة واحدة إلا بإذنه ولا تلبس ملابسها إلا على ذوقه ورضاه. هذه هي مملكتها التي تتربع على عرشها بكل أنفة وكبرياء. ومن مهامها الجسيمة التي خلقت لها وتتفق مع فطرتها، العناية بأولاده. فنسلها الذكور سيصبحون مصدرا للإبداع والإنتاج والاختراع والمزود الحصري للمجاهدين والمحتسبين الأشاوس، وإن العالم اليوم بأسره ينتظر نجاح التجربة الأفغانية في تصنيع الصواريخ والطائرات والكمبيوترات وأشباه الموصلات وكل أسباب التقدم والحضارة!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top