كريك والدجاجة مونيك

ليس هناك أسهل على الوالدين، أو الحكومات، من شراء صمت شعوبهم بإغداق الأموال عليهم، ليفرحوا ويسافروا ويتنعموا بحياتهم!

ولكن ماذا عن المستقبل؟

المجتمع في الاقتصادات الريعية خامل بشكل عام، ويصعب استنهاض همم أفراده، طالما أنهم بغير حاجة إلى ذلك بوجود حكومة تلبي كل طلباتهم، وتسعى جاهدة إلى كسب ودّهم بالمال، وهذه أفضل وصفة لقتل روح المغامرة والإبداع في قلوب الكثير.
***
حكاية الشاب الفرنسي كريك سويدية guirec soudee، الذي كان في بداية عشرينياته، عندما قرر القيام برحلة إبحار حول العالم، هي جديرة بأن تروى وتدرّس، لكونها مثالاً لحب المغامرة وتحدي الطبيعة، وطرق أبواب الاستكشاف، في قارب صغير، ودجاجة!
***
زار كريك القطبين، وفي جزء من رحلته قضى 130 يوماً محبوساً في جليد جزيرة غرينلاند من دون مساعدة، ولا اتصال من أي كان، ولا شمس ولا دفء، معتمداً على نفسه، ومكتفياً ذاتياً، وتوقف عن التواصل مع مئات الآلاف من متابعيه عبر الإنترنت والفيس والانستغرام، المتشوقين لسماع أخبار مغامرته، وكانت كل وسائل الإعلام الفرنسية تتابعه، منذ انطلاقه من جزر الكناري الأسبانية، حيث أبحر إلى سانت بارت، في الكاريبي، ليبحر إلى القطب الشمالي.

وفي اتصال مع البي بي سي، قال إن الدجاجة مونيك كانت تسليته ومصدر غذائه، وإن عمرها كان 4 أشهر عندما قرّر أن تغادر معه، ومشكلته الوحيدة معها تتمثل في التواصل، حيث لم تكن تعرف الفرنسية، ولم يكن يتحدّث الأسبانية، لكن ذلك لم يمثّل عائقاً أمام صداقتهما، التي استمرت لسنوات.

يقول كريك: «فكرت في اصطحاب قطة، لكن وجدت أن الدجاجة أفضل، فهي لا تحتاج إلى العناية وستعطيني بيضاً في البحر، واتخذت قراري على الرغم من نصائح الأهل والأصدقاء بأنني لن أحصل منها على أي بيض، لكنها تكيفت، وكانت مرتاحة وسعيدة معي، حيث كانت تضع 6 بيضات تقريباً كل أسبوع، حتى في الأجواء الشديدة البرودة في غرينلاند، وحتى خلال فترة الأشهر الثلاثة التي لم نر فيها الشمس».

كان طول قارب كريك 12 متراً تقريباً، ومزوّداً بكوخ صغير لمونيك تلجأ إليه عندما يسوء الطقس، وكانت تشعر بالقلق كثيراً عندما تكون هناك أمواج وأعاصير، فتتعثر وتسقط، لكنها كانت شجاعة، وتستعيد توازنها بسرعة، إلا أنها كانت أحياناً تثير أعصاب كريك!
***
يقول كريك إن من إيجابيات وجود دجاجة معه بدلاً من إنسان أن الدجاجة لا تشكو على الإطلاق، ولا تجادل أو تختلف معه في الرأي، وإنها كانت تتبعه في كل مكان، بصمت عجيب، وإن اختفت فكل ما عليه فعله هو أن يصرخ «مونيك»، فتأتي إليه وتجلس أمامه بكل روعة.

كان النظام الغذائي لمونيك الحبوب والذرة، وما كان يتم اصطياده من أسماك، وهي تأكل أي شيء تقريباً.

مغامرة كريك ومونيك طريفة وترفع الروح المعنوية، وتحفّز المشاعر، ويمكن تعلّم الكثير منها.

للمزيد من التفاصيل يمكن زيارة الموقع التالي:

https://www.bbc.co.uk/sounds/play/w3ct34pm

the chicken who sailed the world.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top