الكلام من الآخر.. قبل الرحيل!
بلغت من العمر عتيا، وعشت حياة سعيدة لم يكدرها شيء غير ذكريات الغزو والاحتلال الأليمة، واليوم أصبحت في غير حاجة لشيء غير الصحة، فلدي ما يكفيني للعيش في رغد، داخل وخارج الكويت، فيما تبقى لي من حياة.
وبالتالي لست بحاجة، على المستوى الشخصي، لخدمة أو معروف من أي مرشح أو نائب أو مسؤول، مع كامل الاحترام للجميع، ولبقية الشرفاء الذين ترشحوا للفوز بعضوية مجلس الأمة، على قلتهم، وهم غالبا يعلمون ما أعني، وهذا ما أتمناه.
تجردي من كل مصلحة أو غرض ووقوفي مع هذا المرشح أو غيره، يعود أساساً لغيرتي على مصلحة وطني، وليس لمنافع شخصية، فبين من أؤيد ترشيحه من لم ألتقه، كما أنه لا مصلحة تجارية، ضيقة أو واسعة لي، في اختيار ودعم هؤلاء المرشحين، فلست قلقا على مصيري، بل على مصير هذا الوطن، المستمر في التآكل، وقلقاً أيضاً على مستقبل أبنائي وأحفادي وأهلي، وبقية المواطنين الأخيار، الذين يتناقص عددهم... كل يوم!!
أدعو، من هذا المنبر المتواضع، كل محبي الكويت لترك عواطفهم جانبا، وتحكيم عقولهم، وهم يختارون من سيمثلهم في البرلمان القادم، الذي سيكون برأيي الأخطر في تاريخ الكويت، وسيكون دوره مفصليا، فإما ستخرجنا نتائجه، بالتعاون المخلص والجاد من الحكومة، من الحفرة التي وجدنا أنفسنا فيها، أو نبقى فيها ويزداد وضعنا... سوءا!
عليكم اختيار الأصلح، والأصلح لن يأتي إن لم نخرج من بيوتنا صباح الغد، والمشاركة في التصويت للأفضل، وألا يكون اختيارنا طائفيا أو قبليا، أو لمن يدين بالولاء لمرشده... في الخارج.
توقفوا عن الشكوى من وجود فساد وخراب، وحاولوا أن تغيروا شيئا من ذلك بمحاولة اختيار الأصلح، وليس الذي يدغدغ الرخيص من المشاعر، والرخيص من الغرائز، فهذا سيسرق حتى لقمة العيش من فم من اختاره.
أحسنوا الاختيار، فالفرصة لن تتكرر، وأقولها متجردا من كل غرض رخيص، عليكم بالتصويت اليوم لمن سبق أن أيدنا في مقالات سابقة وتغريدات، فهؤلاء رموز نعرف يقيناً حقيقة طينتهم، وصدقهم، على الأقل، من خلال معرفة من يهاجمهم، ويريد لهم الفشل!
أعيد وأكرر بأنني مكتف ماليا ونفسيا وعاطفيا، ولا غرض شخصيا لدي في دعم اختيار هؤلاء غير شعوري بأن بهم سيكون وضع الكويت... أقل سوءا!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw