أأنا العاشق الوحيد؟ (3/2)
بالرغم من أن طوائف لبنان تزيد على العشرين، فإن الحكومة لا تعترف رسميا إلا بـ 18، وهؤلاء يمثلهم حكما أعضاء في البرلمان اللبناني، فهناك مسلمون سنة، ويتركزون في سواحل بيروت وصيدا وطرابلس، والشيعة ويتركزون في الجنوب وبعلبك والهرمل والضاحية الجنوبية، وهناك الدروز، ويتركزون في الشوف وعالية والبقاع الغربي، وتضاف إليهم طائفتا العلويين والاسماعيليين. وفي الجانب الآخر هناك مسيحيون موارنة، وروم ارثوذكس وروم كاثوليك، وارمن أرثوذكس وكاثوليك، وسريان أرثوذكس وكاثوليك، وكلدان ولاتين وانجيليون، وحتى اقباط أرثوذكس وكاثوليك، وأخيرا اشوريون. وبالرغم من كل الدماء التي سالت بين الفريقين، المسيحي والمسلم، على مدى قرون نتيجة حروب ومذابح ذهب ضحيتها مئات آلاف الأبرياء، والتي فقد ما يماثلها من أرواح في حروب أشد بين ابناء الديانة الواحدة، واحيانا كثيرة بين ابناء الطائفة الواحدة، الا ان براغماتية اللبنانيين لم توقفهم يوما عن تعايشهم معا، والأهم من ذلك تزاوجهم، فقد رسخت تقاليد الماضي زواج «الخطيفة»، الذي عادة ما يتم بين طرفين من ديانتين مختلفتين، وبغير قبول أهل أحدهما أو كليهما، وهي عادة أو تسمية قديمة تعود ربما الى أيام الفروسية، عندما كان الشاب يخطف عروسه من «ضيعتها» ومن بين أهلها، ويردفها خلفه على الحصان ويجري بها الى قريته، وليحدث بعدها ما يحدث! أما في أيامنا فالخطيفة أكثر قبولا وسهولة! والغريب، أو ربما من الطريف أن الدولة اللبنانية، لأسباب تتعلق غالبا بمصالح المرجعيات الدينية وصلاحياتها، لا تقبل بالزواج المختلط دينيا، ولكنها لا تتردد في الاعتراف به وتوثيقه، ان عقد «مدنيا» خارج لبنان!
وفي ظل غياب أي احصائيات رسمية فإن النسبة في عدد السكان بين من يصنفون بالمسلمين وغيرهم هي %60 الى %40 للمسيحيين، بعد أن كانت قبل عقود ثلاثة أقرب لبعضها، وسبب ذلك يعود للهجرة المسيحية باتجاه واحد، التي قابلتها عودة الكثير من المهاجرين المسلمين، وخاصة أفريقيا، الى لبنان! ولا ننسى التكاثر الطبيعي الأكثر تسارعا لدى المسلمين مقارنة بغيرهم. والى مقال الغد.