دور الإبل
عندما كتبت قبل أيام عن «غزوة الابل» للمحميات الطبيعية والفتك بنباتاتها واتلاف مزروعاتها، وتهجير حيواناتها وتخريب أعشاش طيورها، كنت أعتقد انني أكتب عن جريمة عادية تتكرر كل عام، ولكن اتصالاً هاتفياً من قارئة بيّن أن المسألة أكثر تعقيدا مما كنت أعتقد، وأكثر مدعاة للحزن على مصير هذا البلد، فالابل دخلت علينا من الجوار، الذي رفع مسؤولوه أسعار الأعلاف فيه، أو رفعوا الدعم عنها، بعد أن عرفوا حجم الهدر والسرقات لديهم، ولم يجد أصحاب الابل أمامهم حلا أسهل من سوق ماشيتهم الى الكويت ربما لثقتهم بأن حكومتها لن «تفشل بعارينهم»، ولأن في محمياتها الطبيعية الكثير من العلف، وهكذا هجمت بعارين هؤلاء، وبمشاركة مباركة من بعض رعياننا وملاك «الحلال» عندنا، مدعومين من قبل «غيارى النواب»، وكسروا اسوار المحمية ودخلوها غير عابئين بالقوانين التي تمنع ذلك، وعندما حاول البعض ايقافهم اعتدوا عليهم باليد واللسان، وعندما اشتكى هؤلاء لـ«السلطة»، طلب منهم «غض النظر»، فأشياء كالبيئة، والمحافظة عليها والمحميات مجموعة «خرابيط» لا تعني للمعتدي، وربما من وافق على الاعتداء، شيئا، والابل بالتالي أولى بالعناية والرعاية!
وحيث أن المحميات محمياتنا ونحن أولى بأعشابها وزهورها ولحوم حيواناتها، فاننا ندعو كل محبي البر لنقل مخيماتهم في الموسم المقبل الى هذه المناطق، قبل ان تقضي عليها ابل الغير. فمن لم يبخل بحر ماله على كسب الولاءات، لن يبخل بالتضحية بكل المحميات لكسب الولاءات ذاتها. من المهم أن نبين هنا أن هذه المحميات، مثلها مثل الأسوار والحواجز والجسور والطرقات، أمور طارئة، وبالتالي لا هي من عاداتنا ولا من تقاليدنا، والتعدي عليها بعرف الكثيرين أمر مشروع تماما!