«شانون» الذي أصبح «شهيداً»!
ولد شانون موريس shannon morris عام 1971 لأبوين أميركيين في مدينة بولد، كولاردو. هجره والده وهو في الثانية عشرة، وربته والدته تربية مسيحية كاثوليكية. غيّر اسمه تاليا، بعد اعتناقه الإسلام، وبناء على اقتراح صديق باكستاني التقاه في مسجد الحي، اختار التسمي باسم «شهيد»، وأصبح اسمه الكامل shahid king bolsen، متخذاً اسم عائلة والدته لقباً، واسم مارتن لوثر «كينغ»، داعية اللاعنف الأميركي الأسود، ومثله الأعلى، في الوسط! لكنه تخلى تالياً عن اسم كينغ بعد أن انغمس في عمليات دموية متعددة. بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، التحق بجامعة متروبوليتان في دنفر، وتخصص أولاً في العلوم السياسية وشارك في عدد من الأنشطة الخيرية، وبدأ اهتمامه بالإسلام نتيجة ما قرأه عن مسيرة الزعيم الأميركي الأسود مالكولم إكس السياسية والروحية، فاعتنق الإسلام عام 1997. وأرجع سبب تحوله لتعاطفه مع المحرومين.
***
انتشرت على وسائل التواصل مقابلات للإرهابي الدولي شهيد بولسن shahid bolsen نالت إعجاب الكثير من كارهي ما تمثله الحضارة الغربية، والأميركية بالذات. كما شدت مقاطع مترجمة إلى «العربية» منها، أنصاف المتعلمين وقليلي الخبرة، دون إدراك وعلم بخلفية الرجل الإرهابية، وسابق أفعاله وآرائه، وإجرامه، وأصبح بولسن شخصية مع الوقت مثيرة للاهتمام والحيرة، خاصة بعد تورطه في أعمال إرهابية، ومساهمته في أنشطة قتل واختطاف تتسم بدرجة عالية من التطرف الجنائي والعقائدي. وسبق أن عمل، وربما لا يزال، مع القاعدة، وكان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، ويقال إنه شارك في عمليات إرهابية في مصر! ووفقاً لرواية مجلة fp المرموقة، من خلال الرابط التالي shahidkingbolsen.wordpress.com، فقد عمل بولسن، في بداية حياته، مراسلاً في صحيفة محلية شهيرة في بولدر، وهناك التقى زوجته الفلسطينية سارة، التي تكبره بثماني سنوات، ووقع في الحب وتزوجا في غزة في 1997، ولفت وجوده كأميركي مسلم انتباه المسلحين الفلسطينيين، ونجحت زوجته في زرع كراهية اليهود وإسرائيل في قلبه. قرر بولسن السفر في عام 2003 وأسرته للعيش في دبي، لكن لم يوفق في عمله، وتعثرت أوضاعه، وزادت خيبات آماله، وأصبح أكثر عداءً للأنظمة الإمبريالية التي تمثلها أميركا! وفي أوائل 2006، أنشأ بولسن موقعاً لمدبرة المنزل لديه، ووضع نصاً بيَّن فيه أن امرأة شرق أوسطية، ترغب في التواصل الاجتماعي والجنسي مع رجل غربي. فقام المهندس الألماني مارتن هربرت شتاينر، الذي كان قد انتقل للتو من سنغافورة لدبي، بالاتصال بالموقع، وبعد رسائل عدة تم اللقاء! من غير الواضح ما حدث في منزل بولسن، وكيف قُتل المهندس الألماني، بخلاف ما ذكره بولسن، في اعترافاته للشرطة، وقوله إن دافعه كان إحراج شتاينر لحمله على تغيير «طرقه الآثمة»، بعد أن حاول فرض نفسه على مدبرة منزله بالقوة، وأنه قام بتخديره بقطعة قماش مبللة بالكلوروفورم، وادعى أنه لم يكن يخطط لقتله، وزعم، في إفادته، أنه قال لمدبرة المنزل ألا تقلق فقد مات «الكافر»! وفي تصريح أخير لبولسن قال إن المهندس كان يهودياً وإن «الله قتله»! تبين من مضابط شرطة دبي، أن بولسن قام في اليوم التالي لمقتل المهندس بصرف مبلغ 20 ألف دولار، من خلال الأجهزة الإلكترونية باستخدام بطاقات القتيل. وكشفت الكاميرات الأمنية تحركاته، وهو يحاول التخلص من الجثة، وجرى اعتقاله، وحكم عليه بالإعدام في 2007، لكنه نجح في دفع فدية قدرها 55 ألف دولار، فأطلق سراحه، ورُحِّل لتركيا في 2003. وهناك نشط على الفيسبوك، وأصبحت آراؤه تزيد انتشاراً بعد أن ارتبط بجماعات سلفية. ثم وقع في يد سلطات ألمانيا، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً، لدوره في قتل المهندس، لكنه محاميه نجح في إخراجه من السجن. كما أصبح ناشطاً مع حركات تدعي أنها تدافع عن قضايا الأجانب المتورطين في قضايا في الإمارات، وتورط تالياً في اختطاف، أو المساعدة في هرب شخصية معروفة، وإعادتها. هناك الكثير الذي يمكن قوله عن هذه الشخصية المضطربة، والغريبة، والأغرب إعجاب الكثير، من ربعنا به وبأقواله وتاريخه!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw